يحتفل السعوديون بيوم التأسيس السعودي كمناسبة وطنية، وذلك يوم 22 فبراير2024.
ونستعرض في هذا التقرير تأسيس الدولة السعودية الأولى من النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
يوم التأسيس 2024.. حي الطريف مركز لإدارة أمور الدولة
كان حي الطريف مركز لإدارة أمور الدولة، منه أرسلت إرسال العمال لجمع زكاة الإبل والغنم من البادية في جزيرة العرب وخارجها، وكان الإمام سعود بن عبد العزيز بيرسل 70 عاملة لجمع زكاة البدو، كل عاملة من 7 رجال عبارة عن أمير وكاتب وحافظ دفتر وقابص للدراهم، و3 رجال خدام لهؤلاء الأربعة وجمع الإبل والخيل والأغنام المقبوضة من الزكاة.
كل الأموال كانت بتجمع وترسل إلى بيت المال، وبالتالي ظهر على مجتمع الدرعية، بدأت الرفاهية تظهر على بعض أهله، في فخامة الملبس والأكل والمسكن، في حدود ما أحل الله، وانعكس ذلك على فخامة المساجد والقصور والبنايات والحمام العام في الطريف، وكان بناء قصر مستقل للضيافة في الطريف مجهز بكل أدوات الضيافة دليل على كل هذا الزهو الاقتصادي، وكان خازن قصر الإمام سعود بن عبد العزيز يخرج يوميا، 500 صاع من البر والرز لإطعام الضويف، اللي بلغ عددهم ما 400 إلى 500 ضيف يوميا.
يوم التأسيس السعودي 2024
حي الطريف وحي البجيري كانوا مراكز نشاط سياسي وديني وثقافي واقتصادي وبالتالي جذبوا السكان، والدولة أصحبت تدار منهما، وبدأت الحياة تزدهر أكثر فأكثر، لدرجة إن كل المصادر اتفقت على إن الدرعية في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز وصلت لدرجة غير مسبوقة في تاريخها من الإزدهار في العمران والثروة والممتلكات.
يوم التأسيس السعودي 2024.. حي الطريف سكن ومقر للحكومة والموظفين
حكام الدولة السعودية الأولى اتخذوا من حي الطريف سكن ومقر للحكومة والموظفين وكل الأعمال المرتبطة بها، ووصل عدد السكان وقتها لـ 2500 نسمة أو أكثر، وطبعا لزم الحكام، حرس خاص للحماية الشخصية، عشان كده الإمام سعود بن عبد العزيز كان إذا سمع عن فارس مشهور استدعاه للدرعية مقابل أن يؤمن له ولعائلته سنويا كل ما يلزمه من حنطة وسمن وتمر ومهرة وذلول، ووصل عدد الحراس لـ 300 فارس، وفي مصادر أخرى ألف رجل لكل واحد منهم مائة ذهب في السنة
في تلك الفترة، تصف المصادر، الإمام سعود بن عبد العزيز بأنه مثل هيبة الحكم وفخامته ومفاخره، عرفت البلاده في عهده، الازدهار والغنى والتوسع الجغرافي، وعرف عنه اهتمامه بالخيل لدرجة إنه امتلك أفضل سلالاتها في الجزيرة العربية.
في عهد الإمام مارست الدولة ما يشبه البروتوكلات، عند الخروج لغزوة، كان يلبس لباسا قطنيا أبيضا ومشلحا من صناعة الأحساء وعلى رأسه كوفية “شماغ” ملفوفة بلفافة قطنية “دسمان” ومقلمة بلونين على شكل خطين أحمر وأبيض، يصلي في المسجد الجامع عند قصره، ثم يركب جواده، وتقف له كتائب الخيل في الوادي وعن القصر والرجال والنساء والأطفال ينتظرون خروجه، وهم لابسين الشماغ صيفا وشتاء، ومنهم اللي كان بيلبس عليها أيام الصيف عمامة حمراء، ويكمل الملك خروجه لا يكلم أحد إلا بالسلام حتى يصل إلى موضع نزوله بين الدرعية والعينية.
يوم التأسيس السعودي 2024
لم يغيب عن بال الإمام إن بناء الدولة يحتاج علماء، لذا كانوا ثاني درجة بعد فئة الحكام، وهنا بعض المصادر بتفضل وصف الدولة في تلك الفترة بـ “دولة العلماء”، لإن كان لهم دور حيوي في قيامها وتوسعها، تخصص لهم حي البحيري موطن وسكن مع طلبة والعلم، ووصل عدد العلماء في الدرعية لـ 19 عالما.
طبعا الدولة محتاجة اقتصاد وسوق، وده تعمل حسابه، وكان السوق في مكان متوسط بميدان وداي حنيفة بين حي الطريف وحي البحيري، ميدان فسيخ بجوار المسجد، وروعى في تصميمه، أن يتسمع للمتسوقين، وبضائعهم وإناخة الإبل وغيرها من الحيوانات التي كانت تستخدم كوسيل نقل أو معروضة للبيع، وبرز السوق واشتهر وتميز عن بيقة أسواق الجزيرة العربية، خاصة في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز اللي أعطاه بعدا علميا، كان يخرج يوميا ويقعد درسا صباحيا يحضره أهل الدرعية ورواد السوق.
كل الازدهار والتقدم والبناء الذي حققه الإمام جعل الدرعية مشهورة ببساتينها ومزراعها الجميلة على ضفتي وادي حنيفة، وبالتالي اشتغل فيها مزارعين وفلاجين، ومشرفوا الزراعة، وبتحول الدرعية من مجتمع يعتمد على الزراعة إلى مجتمع متمول، ظهر عدد من المهنيين والاختصاصيين والحرفيين وصناع أسلحة وأدوان القهوة وصناعة النحاس والخناجر.
طالع أيضاً المزيد