نواصل سرد ذكريات الفنانة نجوى فؤاد في الجزء الثاني بعنوان: حكاية نجوى فؤاد مع كيسنجر والسينما والرقص الشرقي
حكاية نجوى فؤاد مع كيسنجر والسينما والرقص الشرقي
قالت: مدام”رطل” علمتني الصوتيات ومقاماتها ثم تمرنت مع الفرقة القومية وكان الروس وقتها يقومون بالتمرينات ثم تمرنت مع فرقة رضا وكنت استعين في استعراضاتي بكمال نعيم ومحمد خليل ومحمود رضا، واكتسبت منهم الكثير، وتعلمت الباليه في مدرسة “نيللي مظلوم” لمدة 9سنوات، وساهم كل ذلك في نجوميتي كراقصة شرقية واستعراضية ، واحبب نعيمة عاطف وكنت اتمنى ان اكون مثلها فقد كانت فنانة استعراضية شاملة.
تابع: شاركت كراقصة شرقية في العديد من المهرجانات السياحية الدولية وحصلت على العديد من الجوائز، وزرت جميع دول العالم، ولفت نظري حب الشعب الالماني للرقص الشرقي ، فقد قوبلت هناك بحفاوة وجماهيرية شديدة، تحديدًا في فرانكفورت سنة 1988.
واصلت نجوى فؤاد ، وعندما كان كيسنجر ضيفًا على مصر، عرفت أنه عاشقًا للفن الشرقي ويشجعه جدًا.
استكملت، ومن ناحية الأفلام السينمائية ، لا يمكن أن أنسى قصة فيلم “شارع الحب”، فقد كنت مدعوة فيه “كومبارس” على أساس أن أعمل فيه رقصة على أغنية “قولوا له الحقيقة” والتي غناها الفنان عبد الحليم حافظ.
استطردت، وكانت سعادتي لا توصف عندما رأيته لأول مرة ولمجرد مشاركتي بهذه الرقصة في الفيلم الذي اعتز به لانه كان المنطلق بالنسبة لي لاختياري كبطلة في فيلم “ملاك وشيطان” .
أردفت، كنت متخوفة جدًا في فيلم”ملاك وشيطان”، من وقوفي كممثلة لأول مرة أمام الكاميرا، لكن المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار شجعنى على مواجهة الكاميرا وتمرنت على الأداء التمثيلي على يد اساتذة هم عبد الرحيم الزرقاني وعلى الزرقاني وكمال الشيخ مخرج الفيلم وزكي رستم ورشدي اباظة وصلاح ذو الفقار.
زكي رستم يصفع نجوى فؤاد أثناء التصوير
اعترفت، ولا أخفي أنني تعلمت من الفنان زكي رستم كيفية احترام الحوار وأتذكر موقفًا من المواقف عندما أخطأت في كلمة أثناء تصوير أحد المشاهد فضربني على وجهي فاخذت منه موقفًا وتركت التصوير وبكيت ورفضت أن أكمل التصوير، لكنه جاء واقترب مني وقال : أنا لم أقصد أن أضربك أو أهانتك . وأعطاني شيكولاته ودللني كالاطفال الصغار وقال لي: إنتي لم تستمعي جيدًا، ولابد أن تحفظي الحوار من الورق وتحترمي الورق المكتوب.
تكمل، فبدأت احترم كل كلمة في أي نص يُقدم لي وهكذا كان الجيل القديم، يحترم النص والحوار ويحترم الكاتب أيا كان فقد كان جيلًا ملتزمًا جدًا عكس السائد هذه الايام.
تذكرت، ولا يفوتني أن أذكر فضل الفنانين الذين وقفوا بجواري مثل الفنان رشدي أباظة وفريد شوقي ، فكانا لهما افضال كثيرة بالنسبة لي أنا ومديحة كامل ونبيلة عبيد ، فقد ساندانا وساهما في صعودنا الفني بشدة.
نجوى فؤاد وحسن الإمام
روت، أما عن ذكرياتي عن فيلم “السكرية، فكان المفروض أن أجسد دور “زبيدة” لكن المخرج الراحل حسن الإمام، رفض تمامًا لأن الدور كان لابد أن تجسده الفنانة هند رستم، لأنها قدمت من قبل شخصية”شفيقة القبطية”، وهي اقرب لشخصية “زبيدة” ولكن بأبعاد أعمق.
واستمرت في حكيها، المخرج الراحل حسن الإمام رأى أنني صغيرة على الدور، ولا أصلح، لكنني تحديت نفسي واستعنت بالماكيير وقدرته ومهارته على استخدام المكياج في الخداع وقضيت معه أكثر من 10بروفات على المكياج استطعت من خلالها اقناع حسن الامام بأنني أصلح لتجسيد شخصية “زبيدة” الى ان وافق واقتنع، وأديت الدور ببراعة.
وتابعت، وهو ما أضاف لي مساحة كبيرة فيما بعد، استطعت بفضله ان احصل على عضوية نقابة الممثلين بدون لجنة ولم يصدق حسن الامام ما رآه من ابداعي في تجسيد الشخصية، رغم ان الدور كان وقته 7دقائق فقط،وحصلت أيامها على جائزة من الجمعية الكاثوليكية، وهو ما جعل المخرج حسن الامام يستعين بي بعد ذلك في اغلب افلامه السينمائية.
تتابع، بجانب النجاح السينمائي، نجحت في تقديم أدوار مميزة في التلفزيون من خلال مشاركتي في أعمال مثل”7وجوه للحقيقة”،”سفر الأحلام”،”برج الأكابر”،”حب في المزاد”،”باق من الزمن ساعة”،”الشيطان يستعد للرحيل”،”العائلة”،”زيزينيا”.
وعن المسرح، اختتمت نجوى فؤاد، قدمت أول عمل لي عام 1966 وكان “ولا العفاريت الزرق” للمخرج جلال الشرقاوي ثم توالت الأعمال وقدمت العديد من المسرحيات مثل”موال من مصر”،”الزوج العاشر”،”عروسة وعريس”،”بداية ونهاية”،”العين الحمراء”،”حركة واحدة اصيعك”، “آه ياغجر”.
المصادر :
العربي الاسبوعى، 2005، جوزيف فكري.
الاهرام، 1998، فاطمة شعراوي.