بدأت الفنانة منى زكي مسيرتها الفنية في السينما والدراما، بطابع أخلاقي، إذ كانت تصر على حذف مشاهد القبلات أو مشاهد العري من الأعمال الفنية، وهو حدث في أحد الأعمال الفنية التي شاركت فيها مع المخرج عاطف سالم.

واعتبرت “منى” قناعتها تحديد كبير للفنانات اللاتي يؤمن بها، على رأسهم الفنانة عبلة كامل التي قدمت دورها في فيلم “عرق البلح” بنفس المبدأ.

رفضت منى زكي فيلم همام في أمستردام

ورفضت المشاركة مع الفنان محمد هنيدي في فيلم “همام في أمستردام” واستكمال مسرحية “يا مسافر وحدك”، للتفرع للمشاركة في فيلم “فارس على ضهر خيل”، إذ كانت تحلم بتقديم شخصية مركبة فنيا.

وانتظرت “زكي” لسنوات حتى يُعرض عليها تجسيد شخصية “غجرية” خاصة وأنه يعود بها إلى فترة الأربعينات بمدينة العلمين، وأضافت في حوارها لجريدة “الجيل” 1999: “كان يجب أن أتفرغ تماما لتصويره وهو درو شائك عن غجرية تقع في حيرة بين حبها لأحد جنود الاحتلال، وحبها لآخر من أبناء وطنها، وهي الراقصة في بار لا تملكه”.

ورغم أن ملامحها كانت لا تشي بإمكانية تقديمها دور “غجرية”، لكنها أشارت، إلى أن الميكياج والملابس لهما دور دائما في إكمال ملامح الشخصية، وخاضت تجربة تجسيد المرأة الغجرية بمثابة تحد فني.

واعترفت منى زكي، أنها لا تعترض على الرقص في الأعامل الفنية طالما أنه جزء لا يتجزأ من النسيج الدرامي للعمل، ولا يبدو مقحما عليه لضرورة دعائية وترويجيه.

منى زكي ترفض القبلات ومشاهد العري

وأكدت أنها واضحة وحاسمة في قراراتها تجاه تجسيد أدوار فنية تتضمن مشاهد قبلات أو عري، واستشهدت بالفنانة عبلة كامل التي أدت دورها في فيلم “عرق البلح” بدون عري أو قبلة واحدة، أضافت: “وهذا تحد لي ولها ولمن لا تؤمن بالقبلات، وأيضا تنوع في أداء الشخصيات وخروج بها من صورتها النمطمية”.

وأوضحت أن سيناريو الفيلم كان يتضمن مشاهد قبلات لكنها أقنعت المخرج عاطف سالم بوجهة نظرها الخاصة فحذفها.

وأشارت إلى أنها شاركت في الإعلانات بكثافة لأنها كانت تحتاج إلى المال، قالت: “ما زلت أخذ مصروف من أمي حتى الآن ثم أنني دائمة السفر للخارج والكارثة أن جهاز المحمول وقع وتحطم تماما، وجاءت فاتورته بـ 5 آلاف جنيه، وأنا لست نجمة شباك، وأجرى عن الأعمال القليلة التي شاركت فيها لا يغطي مصاريفي كفتاة تعيش ببساطة وكطالبة إعلام، فلم يكن أمامي سوى عمل هذا الإعلان، ولا أجد عيبا في ذلك، فأنا أعلنت عن منتج جديد، الكل يستعمله ولست أول من شاركت في هذا الإعلان، فقد سبقي للعمل في هذا المجال اعشرات خارج مصر وداخلها”.

اقرأ أيضًا:

• لماذا أدخلت أم كلثوم مصطفى أمين السجن؟.. للتفاصيل اضغط هنا
• طبيب شيرين يكشف حقيقة علاجها من الإدمان.. للتفاصيل اضغط هنا

في إحدى الندوات الفنية مع الجمهور، ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي 2020، تحدثت الفنانة منى زكي عن السينما النظيفة التي روج لها بعض المنتجين والمشاركين في صناعة السينما.

منى زكي ترفض مفهوم السينما النظيفة

قالت الفنانة منى زكي، أنها لم تكن تعي مفهوم السينما النظيفة في بدايات دخولها الوسط الفني، قالت “تربيت أنا وجيلي على مفهوم روج له بعض المنتجين، وكنا عيال ومش فاهمين حاجة”.

وترفض مسمى “السينما النظيفة” من الأساس “اكتشفنا، إن مفيش سينما نظيفة أو سينما قذرة، المنتجين طلعوا علينا المصطلح”.

وحكى السيناريست، تامر حبيب، أنه عمل معها على فيلم سهر الليالي، وشهد على أنها رفضت تأدية بعض المشاهد الفنية في الفيلم، خشية تعرضها لهجوم “أنا عايزه أعمل المشاهد دي، لكن أنا تبع السينما النظيفة، ومش هقدر أعمله”.

تمنت أنها لو تربت على أيدي منتجين، لم يروجوا لهذا المصطلح “مكنتش هتضيع فرص كتير، ولما شفت المشاهد لقيتها معمولة بحلاوة وشياكة وجمال وذو معنى، مش أبيض وأسود”.

وتؤيد وجهة نظر التي تحكم الفن على أساس معايير عميقة فنية، خاصة في ظل حتمية وجود المشاهد الأساسية في العمل الفني، وهو ما يقع على عاتق المخرج الذي يحرص على أن تظهر هذه المشاهد في صورة جيدة، لا تشعر الجمهور بالاشمئزاز.

وتسعى إلى أن تجسد بعض الشخصيات الفنية المتنوعة، وألمحت إلى المعاناة التي تواجهها الفنانات المصريات في العمل السينمائي.

وتجاهلت ردود الأفعال التي اتهمت الفيلم الأخير الذي شاركت فيه “أصحاب ولا أعز” بالتعدي على قيم المجتمع وأعرافه، والترويج للمثلية، وعبرت عن سعادتها بعرض الفيلم.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Mona Zaki (@monazakiofficial)

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا كبيرًا إثر عرض فيلم “أصحاب ولا أعز”، لتضمنه بعض المشاهد الفنية التي رآها البعض ترويجًا للمثلية الجنسية وتعديًا على قيم المجتمع المصري وأعرافه،  فيما رفض جانب آخر هذه النظرة باعتبارها رجعية ولا تصح أن تكون حكمًا على الفن.

الفيلم هو أول إنتاج عربي لشبكة “نيتفلكس”، مقتبس عن الفيلم الإيطالي perfect strangers الذي صدر عام 2016، واقتبس للعديد من اللغات.

وشارك في بطولة الفيلم، منى زكي، إياد نصار وعادل كرم ونادين لبكي وجورج خباز وفؤاد يمين وديامان بو عبّود، إخراج وسام سميرة.

ويدور الفيلم حول سبعة من الأصدقاء يجتمعون لتناول العشاء، فيقررون ترك هواتفهم مفتوحة على الطاولة، شريطة أن تكون الرسائل والمكالمات علنية أمامهم، وهو ما يحول اللعبة إلى سيل من الفضائح والأسرار.

أفيش فيلم أصحاب ولا أعز

فيلم أصحاب ولا أعز لا يروج للمثلية

لفتت الناقدة الفنية، ماجدة موريس، إلى أن عملية اقتباس الأفلام السينمائية أصبحت فكرة شائعة لدى العديد من دول العالم، لعل أهمها أمريكا، أي لم تصبح قاصرة على دولة دون غيرها، قالت “وفيلم أصحاب ولا أعز له نسخ عديدة بلغات عديدة في كل دول العالم”.

وشرحت الناقدة الفنية، أن الفيلم يقدم دراما المكان الواحد والموقف الواحد، ولم يردد فيه أي ألفاظ نابية، بل حول الأمر الإنسان الطبيعي، وهو اجتماع العائلات أو الأصدقاء، ويوضح أن السوشيال ميديا والهواتف أفسدت هذه التجمعات العائلية.

ونفت أن يكون الفيلم السينمائي قد يشجع على المثلية الجنسية.

منى زكي واجهت اتهامات أخلاقية بسبب فيلم أصحاب ولا أعز

أما الناقد الفني طارق الشناوي، ركز على الاتهامات الأخلاقية التي طالت الفنانة منى زكى لتجسيدها شخصية في الفيلم

ونفى أيضًا، أن يكون قد روج للمثلية، خاصة وأن هناك فيملين في السينما “ديل السمكة” و “عمارة يعقوبيان” اتخذا موقفين محايدين من المثلية الجنسية، ولم يقدم كاتب الفيلمين وحيد حامد، أي إدانة مطلقة للمثليين.

وتساءل، لماذا يهاجم الجمهور، منى ذكي ومحمد حفظي كل هذا القسط من الاتهامات؟

تسبب مشهد تنتزع فيه منى زكي جزءا من ثيابها الداخلية، دون أن يظهر جزء من جسدها، ورغم ذلك  استهجن الجمهور المشهد، بالإضافة إلى سخطهم على الألفاظ التي وصوفها بالـ “نابية”، خاصة وأنهم اعتادوا أن تظهر “منى” في إطار مصطلح “السينما النظيفة”.

أما عن الخيانة الزوجية، وشرب الخمور،  فالفيلم السينمائي يقدم الدراما لا الواقع، قال “هذه الأحكام لا علاقة لها بالعملية الفنية”.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Mona Zaki (@monazakiofficial)

واستشهد، بالاتهامات التي واجهتها الفنانة فاتن حمامة في فيلم “لا أنام” لأنها قدمت أيضًا الخيانة الزوجية في الفيلم، لأن الجمهور يريد من الفنان أن يرى النجم المفضل له بشكل مثالي، لا يقدم أي أخطاء أخلاقية من وجهة نظره.

ويرى، أننا نعيش ظاهرة لأخلاقية، وهي ظاهرة محاكمة الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية على أساس وجهات أخلاقية.

وتساءل: لماذا نقحم مجلس الشعب والنائب العام في الأزمة؟ وواصل “هذا كثير، وهذه منصة بالاشتراك المادي، ومن المفترض أن يكون الجمهور مدرك ما يُعرض عليها، ولها سقف فني عالي؟”

وأكد، على أن السينما النظيفة قد فُرضت على منى زكي، وظهرت في ظل قانون مغاير وقت أن كانت 15 سنة تقريبا وشاركت في أفلام سُميت بهذا المصطلح، وقدمت فيلم “احكي يا شهر زاد”، ومسلسل “أفراح القبة” وخرجت فيهما عن هذه الحالة، وبداخلها هذا الفنان الضخم.

وأشار، إلى أنه يمكن أن نستهجن الشخصيات الساقطة والمتدنية أخلاقيا في الواقع، لكن ليس في الفن.