حكى محيي الدين اللباد عن فترة ازدهار فن الكاريكاتير في فترة السيتنات، حيث استطاع فناني الكاريكاتير أن يتركوا بصمة واضحة ومميزة في هذا الفن في تلك المرحلة.
وقال “اللباد” في حواره لجريدة “الأهرام العربي” 21 يوليو 2001، إن الفنانين في تلك الفترة بختلاف أعمارهم كانوا يحملون نفس الفيض من الحماس، وكانوا، صلاح جاهين، وبهجت، وحجازي، والليثي، وإيهاب رجائي، أضاف: “في تلك الأيام كانت هناك صحوة ثقافية وسياسية مست الجميع، مد سياسي عام وطني ودولي، وكان النقد الذي نبثه من خلال الكاريكاتير موجه كله نحو أعداء التيار الوطني الجارف، ثم كانت ضربة 1967 والمرحلة التي تلتها بعد ذلك والتي أفرزت نقدا ذاتيا قاسيا”.
أشار “اللباد” أنهم كانوا جميعا يشعرون في تلك الفترة بالمسئولية، وأنهم شركاء في الحدث، وازدهر الكاريكاتير في ذلك الوقت كنوع من التعبير والتنفيس عن المشاعر.
وأوضح، أن الرئيس جمال عبد الناصر اعتبر ذلك نوعا من الانهزامية خاصة بعدما انتشرت النكت والسخرية وتألق فن الكاريكاتير.
ظهر أنذاك الرقيب في الصحف والمجلات وحاول الكاريكاتير أن يجابه ويصمد، لكنه لم يستطع لتفرة طويلة، وانتقل مضطرا من الصحف القومية للصحف المعارضة فترة حقبة “السادات”.
محيي الدين اللباد متابعا للكاريكاتير الأوربي
حكى محيي الدين اللباد، أنه كان متابعا للكاريكاتير الأوبي والأمريكي، قبل أن يسافر للخارج في عمر الخامسة والثلاثين.
كان يشتري أثناء وجوده في مصر الصحف والمجلات القديمة من الطباخين والسفرجية الذين يعملون في بيوت الأجانب وتمكن من خلال ذلك من متابعة معظم الصحف والمجلات الغربية الكاريكاتيرية.
وأشار إلى أن صلاح جاهين كان مثله تماما، يتبع هذا الأسلوب.
سافر “اللباد” وتعرف عن قرب على تجربة الدول الشرقية والغربية، واكتشف أن فناني مصر يقدمون لونا واحدا من ألوان الكاريكاتير.
عندما عاد إلى مصر، حاول “اللباد” أن يقدم كاريكاتير حر يخلو من القيود، لكن الرسامين استمروا على النهج الذي كان الكاريكاتير يقدم به في فترة الخمسينات، رسم وأسفله حوار أو رسم ويوضع الحوار في بالونة.
محيي الدين اللباد يهرب من قيود الكاريكاتير برسوم كتب الأطفال
بدأ “اللباد” رساما لكتب الأطفال، إذ كان قارئا في فترة الطفولة لمجلة “السندباد” ثم بدأ بعد ذلك يرسل لها رسوماته وعندما التحق بالجامعة عمل رساما في مجلة “المعارف”.
وأكد على أنه لم ينسحب من الرسم الكاريكاتيري، لم تكن هناك رقابة بالمعنى التقليدي، بل كانت هناك رقابة رؤساء التحرير وسياسية الجريدة التي لم تشجع الرسامين على العمل، ولا تسأل ولا تهتم، قال: “في صحف المعارضة زحلقوني أنا وحجازي وتحديدًا في جريدة الأهالي وبقية المجموعة، فقد تغير خط الجريدة وأصبح ليس لنا مكان، فكان الحل في كتب ومجلات الأطفال”.
اقرأ أيضًا:
- النساء في حياة نجيب محفوظ.. للقراءة اضغط هنا