سعى رجال أعمال بارزين لشراء أصول أفلام السينما المصرية، ودخل الفنان فريد شوقي في الصفقة، واشترى عدد كبير منها، كما تدخلت النيابة العامة وأجهزة الرقابة في الأزمة التي كانت تدور حول ضياع تراث السينما المصرية والفن عموما.
حققت نيابة الأموال العامة عام 2010 في دعوى حق استغلال حفلات مشاهير المطربين من جانب شركة “روتانا”، وطلبت النيابة العامة من وزارة الإعلام أصول العقود والمستندات.
اكتشف أنه عام في عام 2004باع أحد المسئولين في التلفزيون المصري حقوق استغلال التراث الغنائي لكبار المطربين المصريين- الذي قُدر بأنه 11 ألف دقيقة- لقناة “روتانا” بعشر دولار مقابل الدقيقة الواحدة.
سعر البيع كان مخالفا للوائح والأسعار المعتمدة التي نصت على أن الدقيقة يتراوح سعرها من بين 500 إلى 1000ولار، بالإضافة إلى تحديد مدة زمنية لحق الاستغلال.
ورصد تقرير هيئة الرقابة الإدارية مخالفات في صفقات بيع حقوق استغلال حفلات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وشادية وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد عبد المطلب وفايزة أحمد وحفلات ليالي التلفزيون المملوكة لاتخاذ الإذاعة والتلفزيون.
فوجئ محسن جابر صاحب شركة “عالم الفن” أن مسئول التلفزيون المصري باعوا أغنيات لا يملكونها لقناة “روتانا”، لأنه يمتلك الأرشيف الغنائي لحليم وعبد الوهاب بعدما اشتراه لصالح شركة “صوت الحب”. كم باعوا أغاني فريد الأطرش التي اشتراها لصالح شركة “صوت لبنان” و “موريفون”.
واشترت “روتانا” من شركة “صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات” أغاني أم كلثوم مقابل 40 ألف دولار في العام، وهي لا تملكها.
بيع تراث السينما المصرية
أثيرت ضجة كبيرة حول إقدام رجل الأعمال الأردني، علاء الخواجة، على الاستحواذ وشراء أكثر من 500 نيجاتف لأفلام مصرية، بدأت في فترة التسعينات، عندما قامت شركة اتحاد الفنانين التي كان يرأس مجلس إدارتها الفنان فريد شوقي بشراء 1200 نيجاتف وحقوق استغلال خارجي لأفلام مصرية.
رجل الأعمال العربي كان يمتلك من هذه الشركة ثمانين بالمئة من رأس مالها، بجانب ملكيته لقنوات “إيه.آر.تي”. حسب مجلة “المصور”2002.
وطالب الناقد على أبو شادي بإصدار قانون يمنع خروج النيجاتيف من مصر ومعاملتها كتراث قومي يجب المحافظة عليه مثلما تعامل الآثار المصرية التي يحظر خروجها من البلاد.
وفي عام2004، كُشف عن أن قناة “روتانا” أكبر منتج وموزع للأغاني العربية وقعت مع شركة “i.b.m” لتوفير الوسائط الرقيمة لأرشفة وتوزيع قناة السينما الجديدة.
روتانا تستحوذ على تراث السينما المصرية
واستحوذت القناة على إنتاج وتوزيع الموسيقى العربية التي مثلت خمسة وسبعين بالمئة من نصيب السوق من الموسيقى العربية في العالم، أي أن القناة كانت تحتكر سوق الغناء، وتحركت لأن تحتكر سوق السينما.
وامتلك القناة مكتبة سينمائية للأفلام المصرية بحوالي 1200 فيلم. حسب جريدة “نهضة مصر” .2004.
مالك قناة روتانا عام2005، أقدم على شراء ما يزيد على شراء 800 فيلم من تراث السينما المصرية، وهو ما كان يوازي خمسة وثلاثين بالمئة من السينما المصرية، وكان ذلك بالتزامن مع افتتاح قناة “روتانا”.
وكشفت مجلة “المصور “عام 2004، عن الأسباب التي عجلت بإتمام الصفقة، أن شركة “فنون” تكبدت الخسائر الفادحة التي بلغت في عام 2004 لـ41 مليون جنيه.