الكاتب الذي يرى أنه لا يكتب إلا على ضوء الشمس بزاوية 45 درجة، والبحر أمامه، والعصير بجواره، وقلمه يقطر حبر الزعفران، حتى يأتيه الإلهام، هذا نوع كما يصفه أحمد مراد نوع من العبث ومحاولات الهروب المقنعة.
يرى الروائي الشهير، أنه كلما زادت عادات الكتابة صعوبة كلما قل الإنتاج الأدبي، وقلت ساعات الكتابة التي تحتاج لتنظيم يومي، يقول “طقوسك قد تكون هي المعطل الأساسي لك في الكتابة”.
عادات الكتابة عند أحمد مراد
اختار أحمد مراد العادات الأبسط، الأقل تعقيدًا، فقط وجود “لاب توب” وشبكة إنترنت تمكنه من البحث والتقصي السريع، بالإضافة إلى إغلاق كل وسائل التواصل الاجتماعي، وهو من الأساس لا يملك أي حساب على مواقع التواصل.
يستمع للموسيقى عبر السماعات المتلقة بأذنيه، لينعزل عن كل الأصوات والمؤثرات الخارجية، يقول “أفضل من الموسيقى الكلاسيكية، أو موسيقى الأفلام التي تلهمني مشاعر تفيد المشهد الذي أكتبه”.
يفضل الكتابة على مكتبه، وفي الأماكن العامة، وقد يكتب أحيانا في سريره قبل أن يغسل وجهه، يسميها “الكتابة على غيار الريق” كما يعتقد أن هذه العادة “ملهمة”.
خضت الشوارع فوق حمار، مراقبًا خيالي حين أمر أسفل مَصابيح الإضاءة لأتأكد أني أركب فوق الحمار وحدي، الأشجار تطرح ثمار الزقوم، تهز فروعها البوم لتهوي فوق ظهري، الوطاويط تتنافس لتشخ على رأسي، وتراب الأرض يكرهني. حتى لاحت بوابة المارستان الصدئة، خلعت قبعة الحكمة وتوضأت بمياه الجنون. pic.twitter.com/xjz656z41q
— Ahmed Mourad (@Ahmed_Mourad) April 18, 2021
يلفت في كتابه “القتل للمبتدئين” أن هذه الطقوس البسيطة هي التي تجعل الكتابة فعلا طبيعيًا وسهلًا، لا يدع مزاجه يتحكم فيه، ينصح “لا تتخذ من الطقوس حجة لعدم وجود مود مناسب، فأنت تهرب من الكتابة دون أن تدري، متحججا بضعف الوقت والظروف”.
ويرى، أن الانسداد الفكري نوع من حواجز الكتابة، فقد يكون الكاتب في منتصف الطريق ويتعطل في إيجاد حبكة معقدة، أو يقف أمام خلق شخصية ثرية أو خط درامي، كما يسميه نوع من الهروب من الكتابة، يتغلب عليه بالتدريب وخارطة طريق مكتوبة مسبقا ومحددة، لكي يكون الطريق أوضح.
وحكى، أن ما ساعده على العودة لكتابة رواية “لوكاندة بير الوطاويط” البحث والخطة التي أعدهما مسبقًا “لم ينقذني من الذل سوى البحث الذي أعددته، واتخذت فيه شهورا للضبط والتعديل، بداية من معالجة درامية في 4 صفحات تتناول الفكرة الأساسية، وملفات الشخصية وبحث تاريخي مفصل عن الزمن الذي تدور فيه الأحداث”.