مشكلة رواية أولاد حارتنا بدأت عندما وصلت رسالة إلى صحيفة “الأهرام” كما ذكر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، كما ذهبت رسالة إلى أخرى إلى رئاسة الجمهورية مباشرة.
وحكى نجيب محفوظ في مذكراته التي نشرها رجاء النقاش في كتاب بعنوان “صفحات من مذكرات نجيب محفوظ”، أن الأزمة بدأت بعدما نشرت صفحة الأدب في جريدة الجمهورية، خبرًا مفاده أن النظر إلى الرواية المسلسلة التي نشرتها صحيفة “الأهرام” تتعرض للأنبياء.
بعد هذا الخبر، بدأت البعض وبينهما أدباء، يرسلون العرائض والشكاوي مطالبين بوقف نشر رواية “أولاد حارتنا”، ومن ثم تقديمها إلى المحاكمة.
مشكلة رواية أولاد حارتنا
حرض الأدباء الأزهر ضد نجيب محفوظ بحجة أن الرواية تتضمن عبارات وكفرًا صريحًا، كما أن شخوصها ترمز للأنبياء، قال “محفوظ”: “عرفت هذه المعلومات من صديقي مصطفى حبيب الذي كان يعمل سكرتير لمكتب شيخ الأزهر، وكان أخيه يعمل وكيل نيابة، وأبلغني أن أغلب الشكاوى والعرائض التي ذهبت إلى النيابة أرسلها عدد من الأنبياء”.
في حوار نشرته صحيفة “الأهرام” عام 2007، مع الكاتب الصحفي عادل حمودة وفي وجود الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، قال محفوظ، إنه لم يكن سيلتفت إلى الرواية لولا أن انتبه إليها كاتب يساري في جريدة الجمهورية، ربما كان كان أحمد عباس صالح أو سعد الدين وهبة، وقال: “ياجماعة خدوا بالكم، هذه الرواية مش عادية، هذه عن الأنبياء”، ووقتها قامت القيامة.
أزمة رواية أولاد حارتنا
كانت الرسالة الأولى التي أرسلها قاريء يدعى محمد أمين إلى الشاعر صالح جودت بمجلة “المصور” يوم 18 ديسمبر عام 1959.
بدأت مجلة المصور في الهجوم على نجيب محفوظ، وكان أول المدافعين عنه الأديب يوسف السباعي، حيث كتب في يومياته بالجمهورية مقالا بعنوان “نجيب محفوظ ولوم القراء”، هاجم فيها صالح جودت والقاريء المجهول، كتب: “لا أعفي صالح جودت من نشر الرسالة، رغم أنه أبدى إعجابه بنجيب محفوظ”.
بعدها بأيام، نشر صالح جودت رسائل للقراء على مدار شهر كامل، بعضهم يمدح في رواية أولاد حارتنا وبعضهم يهاجمها بعنف.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها صالح جودت لنجيب محفوظ، حيث قاد حملة ضده بعد توقيع بيان ضد السادات عام 1972 اعتراضا على حالة اللاحرب واللاسلم. وانتهت الحملة بعقاب من السادات ضد الموقعين على البيان، ومنع نجيب محفوظ من الظهور في التلفزيون ومنعت أفلامه من العرض.