اعترافات الإذاعي أحمد سعيد ..”قبل محاكمة عدلي لملوم وهو من إحدى الأسر الإقطاعية في محافظة المنيا وقام بتمرد عندما صدر قانون الإصلاح الزراعي في سبتمبر 1952وتهور لملوم فهجم على قسم الشرطة وقدم للمحاكمة وعرضت الأمر على اللواء محمد كامل الرحماني مدير الإذاعة الذي عينته الثورة وفوجئت باستدعائي إلى مبنى مجلس الثورة بالجيزة وكان أول من قابلته صلاح سالم الذي استفسر مني عن كيفية الإذاعة ثم طلب مني أن أدخل معه إلى الحجرات ووجدت نفسي أمام جمال عبد الناصر”، هكذا اعترف المذيع أحمد سعيد في حواره لجريدة “العربي” 1997عن كواليس لقائه بالرئيس جمال عبد الناصر.
اعترافات الإذاعي أحمد سعيد عن علاقته بجمال عبد الناصر والسادات
وحكى “سعيد” أن الرئيس “عبد الناصر” أن كان معروفا عنه أنه الرجل الذي خلق التنظيم الذي قام بالثورة، وأن اللواء محمد نجيب هو الأب الروحي، قال “بدأ عبد الناصر يناقشني في كيفية إذاعة المحاكمة على الهواء دون إحداث بلبلة، فقلت إنها مسئولية من ينقلون المحاكمة متى يتوقف ومتى يذيع كان هدفي ألا يفوتنا إذاعة المحاكمة دون أن ننقل للناس صورتها، وصورة الإقطاع ومحاولته ضرب أهم وأول أهداف ثورة يوليو”. سأل “عبد الناصر” أحمد سعيد عن طريقة أخرى لإذاعة المحاكمة؟ فرد: “أن نسجل ثم نعمل مونتاج وننتقي ما نريد إذاعته”، فرد “عبد الناصر”: “هذا أريح”.
رأى الإذاعي أحمد سعيد أن المحاكمة بهذه الطريقة سوف تفقد جزء كبير من مصداقيتها عند الناس، لأن إذاعتها على الهواء سينقل الصورة بدون حذف، وأكد “سعيد” أنهم يستطيعون التحكم في إذاعة المحاكمة، خاصة وأنها كانت ستذاع بعد أربعة أيام من جلستهم، وهو وقت كافي للترتيب مع المدعي والمحكمة تنظم العمل دون أن تضر فكرة القضاء على الاقطاع، فرد “عبد الناصر”: “افعلوا ما تفعلوه الذي يهمني أن الفكرة لا تهتز فنحن في حرب”.
اعترافات الإذاعي أحمد سعيد
توجه “سعيد” إلى المحكمة في المنيا، والتقى باللواء حتاتة رئيس المحكمة وجلس مع المدعي وناقش معه الاتهام وكان موكلا عن عدلي لملوم عدد من كبار المحامين الذي علموا أن المحاكمة تذاع على الهواء فأدركوا ألا يخرجوا عن حدود الواجب القانوني وسارت المحاكمة قانونية وثبت أن المحامين لم تكن لهم أهداف سياسية وأنهم ليسوا مع الإقطاع أو ضده. وأذيعت المحاكمة للناس وكانت أول مرة تنقل المحاكمة على الهواء في كل العالم العربي.
فكر أحمد سعيد في فكرة للخروج من مأزق القرارات الاشتراكية التي ستطرح في الشارع العربي، قال “فتح الله علي أن أرجع إلى الدين الإسلامي واتصلت بمجموعة من الأئمة المتخصصين في الاقتصاد الإسلامي وعن طريقهم أعد مجموعة دراسات وبدأنا في إذاعة برنامج قبل صدور القرارات الاشتراكية عن الجذور الاشتراكية في الاسلام، والتي تؤكد أن المال مال الله وأن يد الإنسان راعية عليه وأنه لا يملكها وإنما هو أمين عليها وأن المال والملكية في القرآن محددان لصالح المجتمع، وأنه لا شيء تستطيع أن تنفرد به دون إرادة المجتمع وكان اسم البرنامج خبر الجميع”.
بدأت حملة الهجوم على الإذاعي أحمد سعيد، وفي إحدى حفلات العشاء قال له جمال عبد الناصر “بقالك جمعتين لا ترد على من يهاجمك” فرد:” يا سيادة الرئيس أنا أرد بكلامي” فضحك “عبد الناصر”.
اعترافات الإذاعي أحمد سعيد
وقدم أحمد سعيد برنامجا عن المال والملكية والمسئولين في الإسلام وكان يذاع وقت السحور ويحبه جمال عبد الناصر، فطلبه أنور السادات وكان لمجلس الأمة، وأبلغه “إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله كل يوم فجر”، فرد “ماله؟”، فرد: ” الريس زعلان ووقف الكلام ده وشوف موضوع تاني اتكلم فيه”، فرد “سعيد”: “سيادتك عارف أن لنا قنوات إذا كان هناك شيء مطلوب من الرئاسة فهي تتصل بالتليفون”. فقال “السادات”:” إنت مش مصدقني إن الريس زعلان”، فرد: “الريس زعلان شيء والريس رافض يأمر بشيء آخر”.
غير أحمد سعيد الحديث الذي قدمه في اليوم التالي وقدم برنامجا أكثر جرأة عن مواصفات الحاكم في الإسلام، قال “أردت من خلالها أن أدخل في الواجهة لكي أعرف رد الرئيس المباشر، ثم قدمت مواصفات الرئاسة وحفلاتها كيف تكون انفاقها، وانتظرت رد فعل من الرئيس لم أجد أي ردود حتى انتهت الحلقات”.
طالع أيضاً المزيد