عمل الأديب جمال الغيطاني كرسام للسجاد في بداية حياته، لمساعدة والده، قبل أن يتجه للعمل كصحفي.
اعترف، أنه اكتشف النزعة لكتابة الأدب بداخله منذ أن كان عمره ست سنوات، وساعدته مهارة والدته في الحكي في تنمية خياله.
تعلم القراءة قبل دخوله المدرسة، بفضل والده الذي كان يعمل موظفا بسيطا في وزارة الزراعة.
واظب والد “الغيطاني” على شراء جريدتي الأهرام والمصري، وعلم ابنه القراءة من خلالها، ثم بدأ الكتابة وعمره ثماني سنوات.
جمال الغيطاني في حي الجمالية
حكى في حواره لمجلة “الإذاعة والتلفزيون” عام 2009، أنه دوام يوميا على القراءة لفترات طويلة، عشرين ساعة يوميا.
وساهم حي الجمالية في تكوينه، بجانب الروايات “كنت أقرأ الروايات بالمشرط، أتعامل معها كجراح وطبيب، ينظر إلى اللغة والبناء والشكل والتكوين”.
تعرف “الغيطاني” على نجيب محفوظ وأمين الخولي من خلال تواجده في الندوات التي كانت بالنسبة له بمثابة محاضرات، ولفت إلى أنها كانت تخلو من النميمة.
من خلال قراءته للروايات إلى جانب التاريخ المصري، دخل إلى قراءة الحوليات التي دفعته لتكوين خصوصية واستلهام التراث العربي.
ظل شعوره الأول بكتابة أولى قصصه “نهاية السكير”، قال “استمرت هذه اللحظة بداخلي لمدة خمسين عاما”.
اعترف أنه حكى لأديب نوبل نجيب محفوظ، أن جيله مظلوم، عكس جيلهم، فقد التفت إليهم النقاد مبكرا.
تأثير جيل “الغيطاني” بالعمل السياسي، فقد منعت أسماؤهم من الذكر في الصحف وعُتم عليهم إعلاميا.
وعبر عن أنه يتمنى الحصول على جائزة نوبل، لأنها أهم جائزة في العالم، لكنه كان يرى أن الأديب لا يكتب من أجل الجوائز أو الفلوس، وهي وجهة النظر التي كان يؤيدها نجيب محفوظ.
جمال الغيطاني داخل اليسار المصري
رأى “الغيطاني” أن انتماؤه لليسار المصري كان “شرف يحمد الله عليه”، قال “لو كنت عاوز أبقى كان هيحصل، لكن لي ثوابت ظلت رغم فصلي بقرار جمهوري”.
احتفى موسى صبري بموهبة “الغيطاني” وأشاد به، لكن ظل يعامل أثناء عمله في الصحافة على أنه ليس كاتبا.
انتمى الأديب الراحل للفكر الماركسي في فترة الشباب، قال “قررت بعدها ألا أنضم إلى أي تيار أو تنظيم، وظلت ثوابتي فكرية كما هي، منحازا للفقراء وأدافع عن العدالة الاجتماعية ضد الظلم”.
وحكى، أنه عندما كان يرى حب فيتنام يبكي، ويسير ليغني في الشوارع “أخي جاوز الظالمون المدى” عندما ضاعت فلسطين وأثرت عليه النكسة وانعكست في كتاباته.