حكى بعض المعاصرين للأديب الراحل عباس العقاد عن حقيقة علاقته بالأديبة مي زيادة، وهل أحبها؟ وما هي حقيقة سارة التي كتب عنها روايته بنفس الاسم.
كشف طاهر الطناحي رئيس تحرير مجلة “الهلال” أن قصة “مي” مع “العقاد” هي نفس حكايتها مع كل الأدباء الكبار الذين كانوا يرتادون صالونها الأدبي.
لكن العقاد اختلف عنهم في تميزه الأدبي، لذا كان بينهم اعجابا خاصا يقوم على التقدير والاحترام المتبادل.
ولفت “الطناحي” إلى أن الإعجاب المتبادل بينهم كان قوامه بين الطرفين العقلية والوجدانية دون الوقوع في الحماقات الصغيرة أو الطائشة.
حقيقة علاقة مي زيادة وعباس العقاد
لم يقل شعور “مي” بالكبرياء والاعتزاز بالنفس مثلما هو بنفس القدر عن عباس العقاد.
كل الذين عاصروها كانوا يعلمون -حسب الطناحي- بعلاقتها العاطفية مع جبران خليل جبران الذين كان يعيش في المهجر.
بادلت الأديبة الراحلة، الشخصيات مشاعر المودة والإعجاب، وكان في مقدمتهم “العقاد”.
يصف “الطناحي” شعورها، بأنها كانت تعتبر نفسها “زعيمة” لا يحق لها أن تقع فيما يقع فيه غيرها من النساء، ويرجح أن ذلك هو ما أصابها بأمراض نفسية في أواخر حياتها.
وينفي أن تكون مي زيادة هي الشخصية النسائية التي دارت حولها أحداث رواية “سارة” التي كتبها “العقاد”.
تدل قصة الرواية على أن “سارة” تتلمذت على يد “العقاد” حسبما رأى “الطناحي”، وهو ما لا ينطبق على “مي” التي كانت ترى نفسها في مصاف الكبار الذين كانوا يرتدون صالونها الأدبي.
مي زيادة ليست هي سارة في رواية عباس العقاد
“سارة فيما أعلمه بيقين كانت زوجة صحفي أديب لبناني متمصر، وكانت مولعة بالعقاد بشكل أعمق مما أورده في روايته”. يؤكد “الطناحي” في “الهلال” 1981.
انتهى حكاية حب “سارة” للأديب عباس العقاد، إلى أن تطلق من زوجها، بعدما وقفت أمام القضاء الكنسي.
خسرت سارة زوجها وخسرت أيضًا ما كانت تطمح فيه من “العقاد”.
هاجرت إلى فرنسا، وأكملت فيها ما بقي من حياتها، وهذه حقيقة لا يعلمها إلا من كانوا على صلة وثيقة بهذه الحكاية.
أما مي زيادة، فيروي أنور أحمد الذي جسد شخصية مصطفى كامل في فيلم سينمائي، أن معظم من كانوا يرتادون صالونها الأدبي يوم الثلاثاء أحبوها بطريقتهم الخاصة.
وروى يوسف وهبي، أنه شاهد “مي” مرة واحدة في حياته، عندما حضرت له العرض المسرحي “كرسي الاعتراف”، وصعدت للمسرح لتهنئته واحتفى بوجودها، بما يناسب قيمته الأدبية الكبيرة.
وقال الأديب توفيق الحكيم، أنه عُثر على مراسلات بين “مي” و “خليل” وهو ما جعله يتساءل: إذا كانت هناك علاقة عاطفية بينها وبين العقاد، لماذا لم يتم العثور عل مثل هذه المراسلات، أو أي مكاتبات بينهما؟
ويرى، أنه لو كان هناك بينهما علاقة عاطفية، لكان أرسل لها ولو خطابا واحدا، لكنه لم يوجد ذلك، لذا يستبعد وجود أي علاقة بينهما.