توفي اليوم الكاتب حيدر حيدر صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر، اليوم الجمعة، 5 مايو2023 عن عمر ناهز 87عاما.
ولد حيدر حيدر في قرية حصن البحر بمحافظة طرطوس 1936، وتلقى تعليمه الابتدائي، ثم درس في معهد المعلمين التربوي بمدينة حلب قبل انتقاله للعاصمة السورية دمشق ويكتب في عدد من المجلات الثقافية.
اعترافات صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر
بعد صخب أثارته رواية وليمة لأعشاب البحر بفترة، ظهر حيدر حيدر في حوار مع مجلة “الأهرام العربي” عام 2001، ليكشف عن أحدث رواياته “مراثي الأيام.. ثلاث حكايات عن الموت”.
وسرد الكاتب الذي رحل عن عالمنا اليوم، أنه لم يكن يفكر في الجدل والهجوم الكبير الذي أثير حول الرواية، وكان يفكر في موضوع يخطط له منذ عامي 1996-1997، وجاءت أزمة رواية الوليمة بعد ذلك.
وقال حيدر حيدر: “ولكن أنا وأكتب الرواية- مراثي الأيام- كنت أكتب وأنا بعيد عن تأثير أزمة أو عاصفة الوليمة عن النص الذي أكتبه، وكنت أكتب نصي بحرية كاملة وقناعات كاملة بغض النظر عما يسمى بحسابات دقيقة داخل النص مثل هل هذه العبارة التي أستخدمها، مثل التي لها طابع ديني أو تحريمي أو تقديسي، كنت أكتب بحرية كاملة دون تفكير في مثل هذه الأمور على الإطلاق”.
الكاتب السوري حيدر حيدر
وأشار إلى أنه ينصب في عمله على أن ينظر للتاريخ ككل، ولا ينظر إلى حادثة معينة بعينها، بالإضافة إلى أنه يرى أن الحقيقة شيء مقدس وتستحق القداسة.
واعترف: “أنا أحترم كل مؤمن وكل ديني، أيا كان دينه، لا أعتبر نفسي خصما له، له مقدساته له مبادئه وأحترمها، ولكن عليه أن يحترم هو أيضًا حريتي فيما أؤمن به وأعتنقه وأعتقده، ليس في موضوع الدين ولكن في كل ما في الحياة”.
حيدر حيدر- مجلة الأهرام العربي 2001
اعترافات صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر
وبخصوص رواية الوليمة، قال: “لا أعتقد أو أجزم بأنني لا في الوليمة ولا في مراثي الأيام أهاجم، أنا أحاول ما أمكن أن أقدم الحقيقة التاريخية كما هي مثبتة في الوثائق والأسانيد، فعندما أتوقف عند تاريخ الطبري أو عند الأندلس او عند الجزائر، أنا قدمت وثائق العرب والمسلمون من بداية الرسالة مختلفون في أقطار وآراء”.
وتابع حديثه عن ضجيج رواية الوليمة: قائلا: “من ناحية الشهرة والرواج حدث ذلك، أعاصير ومعارك وشهرة ورواج، حققت للرواية انتشارا وطبع منها عشرات الطبعات سواء في لبنان أو سوريا، هذا الأمر يغبطني قليلا، ولكنني كنت أعرف قبل الأزمة أن هذه الرواية لها أهمية معينة وإن كنت وأعترف أنني فوجئت بالأزمة لهذه الأسباب فقد كنت متصورا أن الأزمة ستجيء لأسباب سياسية”.
اعترافات صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر
وأشار إلى أنه تلقى العديد من الدعوات للحديث في حوار على معظم الفضائيات العربية ورفض، ودعى إلى جامعات مراكز علمية مهتمة بالأدب العربي واعتذر، وأضاف: “لم أمتط الموجة التي حدثت لأنني أعرف قيمة الرواية وقيمة نفسي وما أكتب، وأثناء الأزمة كتب البعض خاصة من التيار المتأسلم إنني سأحول الأزمة إلى معركة وأصور نفسي ضحية لاضطهاد ديني وأجوب العواصم العربية والعالمية ولكن كل هذه الدوائر لم أدخل إليها على الإطلاق”.
اقرأ أيضًا:
“دخنته في ثانوية عامة”.. اعترافات نجيب محفوظ عن الحشيش والمساطيل
