تتغير الأزياء وملابس النساء، حسب الأوضاع السائدة في الفترات التاريخية المختلفة، سواء كانت في الحروب أو النزاعات العنيفة أو في فترات الاستقرار، وغالبا تكون التغيرات، بالأخص في موضع حزام الخصر، وما يليه من الأكمام ولباس الرأس والجونلة.
الأزياء في فترات النزاعات السياسية العنيفة
يشرح الخبير الحربي الإنجليزي، ليدل هارت، أن الأوقات التي كانت تسود فيها النزاعات السياسية العنيفة، وتتغير فيها الأوضاع الاجتماعية بشكل كبير، يتزحزح “حزام الخصر” عن مكانه “إما إلى ما فوقه وإما إلى ما دونه”، بالإضافة إلى أنه لا يكون مشدودا على الخصر ضيقا، بل يكون متراخيا متسعا.
كما تتغير الملابس في تلك الفترات لصورة تلفت الأنظار، إذ تتسع الأكمام وتبدو الملابس مهلهلة واسعة للغاية.
ويتغير الجزء الأدنى من ملابس المرأة ما بين الثورات العنيفة والفترات السياسية الهادئة. كل فترة سياسية تشهد تغير اجتماعي أو سياسي عنيف تسبقه موجة كبيرة من البذخ والاسراف في ملابس النساء.
وتظهر الملابس البازخة المسرفة في السنوات التي تسبق الانقلابات السياسية المباشرة، وقد تظهر قبل ذلك بفترات طويلة.
تغير الأزياء أيام الحروب الكبرى
تتغير الملابس حسب ما ذكره “هارت” في مجلة “ليليبون” ونشر عام 1945 بمجلة “الهلال”، قبل وقع الانقلاب السياسي، أي تكون بسيطة وبها شيء من الاتزان، أي يدل الإحساس وقتها على أن الخطر مقبل، فتتجه الرغبة الفطرية والغريزة لتجنيه وتحاشيه.
وعلى النقيض تماما، تتغير في فترات الانقلاب، فتصبح مهملة، لأن الناس يكونوا مشغولين بما هو أهم من الملابس والأزياء.
يعبر الإهمال في الملابس على أن الفترات السياسية الحرجة لم تمر، حتى وإن بدا ذلك سياسيًا، لكن الباطن لا يزال يشعر بها.
قبل وقوع الحرب الأوربية الأهلية بسنوات قليلة، لوحظ أن قبعات النساء تكبر وتتسع بشكل كبير، والأجزاء الدنيا من ملابسها تضيق وتلتصق بالأجسام، بالإضافة أن حزام الخصر يرتفع عن مكانه.
وبعد انتهاء الحرب، عاد الخصر إلى الأدنى، حتى حاوز الردفين إلى ما فوق الردفين مباشرة، وتخففت النساء من ثيابهن، فقصرن الأطراف وقللن من عددها، واختفى “الكورسيه” وانتشرت موجة من الرغبة في العري، وقصت النساء شعرهن حتى سمين في بعض القصص الفرنسية بالـ “غلاميات”.