انضم فيلمي “الباشا تلميذ” و “صايع بحر” إلى قائمة أفلام العيد عام 2004، بعدما خرج فيلم “فرح” من السباق لعدم اكتماله.

تنافس وقتها خمسة أفلام، الأول “حب البنات” لليلي علوي وحنان ترك، و “سنة أولى نصب” للفنان خالد سليم وداليا البحيري، و “شبر ونص” لحسن حسني.

كان موقف الرقابة على المصنفات الفنية هادئًا إلى ان تدخل الرقباء في النهاية، قبل عرض الأفلام للجمهور في العيد، ورأوا أن فيلم “صايع بحر” يتضمن اسكتش غنائي مقطعين شعريين شعيريين.

ونشرت جريدة “روز اليوسف” عام 2004، أن الرقباء انتبهوا إلى ملحوظة “صارخة” داخل اسكتش غنائي في فيلم “صايع بحر”، فأجمعوا على حذفها لتفادي تكرار ما حدث في فيلم “اللمبي” للفنان محمد سعد بعد أزمة أغنية حب إيه التي وصلت وقتها على مجلس الشعب واتهم محمد سعد بتشويه تراث أم كلثوم.

فيلم صايع بحر

الرقابة تتدخل في أفلام العيد بالحذف

رأى الرقباء أن فيلم “صايع بحر” يتضمن شعرا لامريء القيس لا يخلو من الابتذال والتشويه، وهما “مكر مفر مقبل مدبر معا، كجلمود صخر حطه السيل من عل”، وجاء المقطع في الفيلم “مكر معز مقبل مدبر  معا جلمود حطه السيل  من علي” (ويقصد بعلي اسم شخص في الفيلم)

أما المقطع الثاني الذي اعترضت عليه الرقابة أخذ من شعر لحافظ إبراهيم “أنا البحر في أحشائه الدر كامن، فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي”، وجاء في الفيلم: “أنا والعياذ بالله من قولة أنا، أنا البحر في أحشائه الدر كامنا يا جدع، بس ياه، فهل سألوا الغطاس، الغواص عنه علي”.

أفلام العيد- أرشيف جريدة روز اليوسف عام 2004

الرقابة تحذف مقطعين شعريين من أفلام العيد

اعتمد مدكور ثابت حسب ما نشرته “روز اليوسف” على ملحوظة الرقباء وأوصى بحذف المقطعين من الاسكتش، وشرح “مدكور”: “استمرار لمبدأ الحفاظ على التراث، وعدم المساس به أصدرت تعليماتي بحذف المقطعين، وخاصة أن هذه الأبيات الشعرية ارتبطت بالتعليم وبالتربية المدرسية التي ربما تتأثر بالأداء الكاريكاتوري المقدم في الاسكتش”.

وأشار “مدكور”  إلى أن الرقابة لم تتمكن من حذف ومنع مقطع من أغنية “حب إيه” في فيلم اللمبي، بسبب القانون الذي يعطي للمؤلف وحده أو ورثته الحق في نشر مصفنه بعدما قدم المنتج للرقابة التنازل من ورثة مؤلف الأغنية الشاعر عبد الوهاب محمد وملحنها بليغ حمدي، قال: “في هذه المرة استندت إلى القانون أيضًا لتنفيذ الحذف، وخصوصا المادة 142 من قانون حماية الملكية الفكرية، وباعتبار أن وزارة الثقافة هي المسئولة عن حماية التراث قررت حذف هذه المقاطع”.

أما فيلم “الباشا تلميذ”  الذي عرض ضمن أفلام العيد، اعترض حسب “روز اليوسف” الفنانين كريم عبد العزيز وغادة عادل على أفيش الفيلم الذي تضمن لقطة لجزء عار من جسد فتاة ورأوا حذفه لحساب صورهم في الأفيش وانضم معهم المنتج مجدي الهواري وتم تعديل الأفيش قبل إجازته من الرقابة.

شهد فيلم “امتثال” واقعة حصلت للمرة الأولى في السينما المصرية، بين السيناريست والمنتج ممدوح الليثي ومخرج الفيلم حسن الإمام.

كواليس قضية ممدوح الليثي وحسن الإمام في فيلم امتثال

نشرت جريدة “الأهرام” في 18 فبراير 1972، بعنوان “كاتب سيناريو يقاضي مخرجا لأول مرة”.

وجاء في الخبر، أن كاتب السيناريو “الليثي” رفع قضية على المخرج السينمائي حسن الإمام أمام قاضي الأمور المستعجلة يتهمه فيها بتغيير قصة وسيناريو وحوار فيلم “امتثال” الذي يحكي قصة حياة الراقصة امتثال فوزي.

ولم يكتفي “الليثي”، بهذه الدعوى القضائية فقط، بل توجه بتقديم شكوى إلى الرقابة الفنية على المصنفات يلفت انتباهها أن المخرج حسن الإمام قد خرج على النص الذي سبق وأن وافقت الرقابة عليه.

وطالب “الليثي” بوقف تصريح عرض الفيلم منعا للإساءة إلى اسمه، خاصة وأنه قام بإعداد أفلام جيدة وناجحة، وهي “ميرامار” و “ثرثرة فوق النيل”.

وقررت الرقابة على المصنفات الفنية مشاهد الفيلم قبل عرضه.

وعرض الفيلم في 21 فبراير 1972، في دور العرض.

فيلم امتثال

ممدوح الليثي يقتبس فيلم امتثال من حكاية حقيقية

يروى الكاتب مصطفى عبيد في كتابه “هوامش التاريخ” أن الراقصة امتثال فوزي كان لها شهرة كبيرة، لاتساع أنشطتها في فترة الثلاثينيات.

وامتلكت امتثال، التي اقتبس ممدوح الليثي حكايتها في الفيلم الذي أخرجه حسن الإمام، صالة رقص في شارع عماد الدين، وانتقلت بعد ذلك إلى حي الأزبكية وافتتحت مكانا آخر، لتعليم الفتيات وتدريبهن على الرقص.

وتطرقت إلى العمل داخل الحانات الصغيرة وتشغيلها، ووظفت المومسات فيها، وحققت شهرة كبيرة.

أرشيف جريدة الأهرام 1972

وتطابقت شهرة الراقصة امتثال مع إبراهيم الغربي، بتعرضها للاعتداء من أحد البلطجية الذي ضربها بزجاجة خمر مكسورة في رقبتها، وأورث لها عاهدة مستديمة ظلت حتى رحيلها.

وجسدت الفنانة ماجدة الخطيب شخصية الراقصة “امتثال” في الفيلم، ودارت حكايته حول هروبها من المنزل بعدما قضت فترة تعيسة من زوج والدتها، وعلمت راقصة في ملهى ليلى، وأقامت علاقة عاطفية من أحد البلطجية في الملهى، وحقق استفادة من تقربها منه وتسيدت شارع عماد الدين، لكنه اكتشف خيانتها بإقامتها علاقة عاطفية مع شاب آخر يدعى “ناجي” جسد شخصيته الفنان نور الشريف، وحملت منه طفلًا، فقرر الانتقام.