زار الشاعر محمود درويش القاهرة للمرة الأولى في 1971، وعاش فيها لمدة عامين، وكان الحدث بالنسبة له من أبرز الأحداث في حياته.
قال، أن خروجه من فلسطين رسخ لديه قرار عدم العودة إليها “لم يكن القرار سهلا، كنت أصحو من النوم وكأنني غير متأكد من مكان وجودي”.
عندما يفتح “درويش” الشباك، ويرى نيل القاهرة، كانت تخامره شكوك ووساوس كثيرة “فتنت كوني في مدينة عربية، أسماء شوارعها عربية والناس فيها يتكلمون العربية”.
وساعدته الحياة في القاهرة، على أن يسكن النصوص الأدبية التي كان يقرأها ويعجب بها.
محمود درويش نادم على عدم لقاءه أم كلثوم وطه حسين
اعترف الشاعر الفلسطيني، أنه سيء الحظ، لم تسمح له الفرصة بلقاء طه حسين “كان في وسعي أن ألتقي به”.
كما لم يلتق بكوكب الشرق أم كلثوم “حسرتي الكبرة أنني لم ألتق هذه المطربة الكبيرة”.
التقى محمود درويش بالفنانين، عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب والتقى بكبار الأدباء، نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم.
عُين “درويش” في نادي كتاب “الأهرام” وكان مكتبه في الطابق السادس، مقر مكاتب نجيب محفوظ ويوسف إدريس وبنت الشاطئ “كان توفيق الحكيم في مكتب فردي، ونحن البقية في مكتب واحد”.
توطدت صداقة الشاعر الفلسطيني، بالأديبين، يوسف إدريس ونجيب محفوظ “الشخصيتين المتناقضتين”.
وصف أديب نوبل، بأنه دقيق في مواعيده، حتى أنه كان يتناول فنجان القهوة في موعد محدد، عكس يوسف إدريس الذي كان يعيش حياة فوضوية وبوهيمية.
ذكريات محمود درويش في القاهرة
أثناء وجود “درويش” في القاهرة، هاجمته الصحافة العربية، خاصة الصحافة اللبنانية، وخصت مجلة “الحوادث” غلافها بعنوان عريض “ليته يعود إلى إسرائيل”، قال “راحوا يؤنبوني شعريا معلنين أنني انتهيت كشاعر، قبل أن أكتب، حكموا على ما سأكتب، في القاهرة تمت تحول في تجربتي الشعرية وكأن منعطفا جديدا يبدأ”.
واعترف، أنه لو اتيح له تنقيح أعماله، لحذف أكثر من نفسها، لكن الأمر ليس بيده، كما أن الأمر ليس من حقه أيضا “هذا أنا في مراهقتي الشعرية وفي صباي وفي شيخوختي، أنا كما أنا، واعتقد أن كل شاعر لديه حاسة نقد ذاتية”.