بدأت أزمة رضا عبد العال عام 1993، بعدما رفض التجديد لنادي الزمالك لمدة 3 سنوات مقابل 75 ألف جنيه، واشترط الحصول على 120 ألف جنيه ليستمر ضمن صفوف الفريق.
اشتراط “عبد العال” لضعف المبلغ المادي تقريبا، الذي عُرض عليه من “الزمالك” كان نابعًا من شعوره بتقدم عمره وقتها 28 عامًا، ويحتاج لتأمين مستقبله، بالإضافة إلى أنه لم يتقاضى أي مبالغ في عملية انتقاله من نادي النيل للأدوية لنادي الزمالك، على العكس من اللاعب حسين عبد اللطيف الذي حصل على 15 ألف جنيه، وكذلك هشام يكن ومصطفى نجم.
ونشر “الأهرام” في 7 يوليو 1993، أن لجنة شئون اللاعبين اجتمعت برضا عبد العال في حضور سمير السيد المدير الإداري لفريق كرة القدم، وبدأت اللجنة في تكثيف جهودها للحصل على تدعيم مادي من بعض رجال الأعمال لإتمام التعاقد مع “رضا”.
في 9 يوليو من نفس العام، اجتمع مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة المستشار جلال إبراهيم، واعتمد مبلغ 205 ألف جنيه مقابل التعاقد مع هشام يكن وهشام إبراهيم وحسين السيد وحسين عبد اللطيف، ورفض طلب رضا عبد العال بزيادة مقابل التعاقد لـ120 ألف جنيه بدلًا من 75 ألف جنيه، بدافع المساواة بين رواتب اللاعبين.
رجل أعمال يدعم صفقة انتقال رضا عبد العال للأهلي
بعد وصول “رضا” مع نادي الزمالك لطريق مسدود، بدأت الأخبار تتردد بوجود مفاوضات بينه وبينه النادي الأهلي، الغريم التقليدي، احتشدت جماهير نادي الزمالك أمام مقر النادي، البوابة الرئيسية، وطالبت المسئولين بقبول التحدي ليسترد لاعبه مرة أخرى.
اعترف عدلي القيعي في تصريحاته لجريدة “الأهرام” 11 يوليو 1993، أنه أرسل فاكس لنادي الزمالك بتاريخ 10 يوليو ليقدم عرضا للحصول على خدمات “عبد العال” مقابل 100 ألف جنيه، ونفى في حديثه أن النادي الأهلي قدم ضعف المبلغ، وهو ما يتعارض مع لائحة وقواعد النادي في التعاقد مع اللاعبين.
وأوضح “القيعي”، أن رضا عبد العال هو الذي طلب الانتقال للأهلي بالشروط التي وضعتها لجنة الكرة، من خلال اجتماع جمع بينهم، وأُعلم بأن عملية الانتقال لن تتم إلا بعد أخطار النادي واتحاد الكرة رسميا.
وأكدت “الأهرام” أن رجل الأعمال عرفة وهبة كان داعمًا لصفقة انتقال رضا عبد العال إلى الأهلي، وعرض عليه مبلغًا إضافيا، ووعده بشقة فاخرة في محافظة الإسكندرية.
وكان رجل الأعمال “وهبة” قد تدخل في تدعيم صفقة انتقال أحمد الكاس من نادي الأوليمبي للنادي الأهلي، وقطع فيها شوطًا كبيرًا، وكانت قيمة العقد قد وصلت إلى مبلغ 250 ألف جنيه، وحسب “الأهرام” وقتها، رحب أحمد الكاس بالعرض، وقرر التمهل ودراسة العرض مع والده.
رد مسئولي الزمالك على عرض الأهلي
غضب مسئولي نادي الزمالك بعد تسلمهم فاكس من الأهلي بعرض شراء “رضا”، خاصة في ظل اتفاقهم على عدم محاولة كل منهم في التعاقد مع لاعبي الآخر، وهو ما التزم به النادي الأبيض عندما عُرض عليه طاهر أبوزيد نجم الأهلي وقتها، ورفض الدخول في عملية التعاقد.
وأبدى المستشار جلال إبراهيم اندهاشه في حديثه مع “الأهرام” ولفت إلى أنهم مستعدون للتصدي لمسلك الأهلي الغريب- على حد وصفه- وقال ” حتى لو تطلب الأمر تبرع رجال الأعمال بمبلغ مليون جنيه في المزاد الذي فتحه الأهلي بالفاكس الذي تسلمناه عارضا شراء رضا عبد العال بـ100 ألف جنيه”.
ودخل حمادة إمام في الأزمة، وتنبأ أنها لن تمر بسهولة، وسوف تعكر صفو العلاقات بين الناديين، وسيكون “رضا” هو الخاسر في النهاية، لأن الزمالك أكبر من أي لاعب، ولم يقصر معه في أي مطالب سواء كانت شقة أو مكافآت أو حلولا لكل مشاكله، وهذا منذ أن انضم من نادي النيل للأدوية لنادي الزمالك.
الزمالك يعرض 625 ألف جنيه على رضا عبد العال
جماهير نادي الزمالك، تحتشد يوميًا أمام مقر النادي، لانتظار نتائج اجتماعات مجلس الإدارة بخصوص الحفاظ على “رضا” في صفوف الفريق، وبدأوا يتساءلون: “أين حق جماهير الزمالك عليه؟”.
دخل رجل الأعمال حازم الهواري في الصفقة، وأبدى مسئوليته في تحمل الأعباء المالية المترتبة على انتقال “رضا” للنادي الأهلي، وحضر بعض الأثرياء اجتماع نادي الزمالك الذي عقد في 10 يوليو 1993، وأعلنوا قدرتهم على دفع 625 ألف جنيه لاستراد اللاعب، وأكدوا قدرتهم على دفع ضعف هذا المبلغ.
وأبدى كبير مشجعي نادي الزمالك، جورج سعد استعداده لدفع 100 أل جنيه للمشاركة في الإبقاء على اللاعب، ووصل المبلغ الذي رصده النادي لمليون جنيه. حسب “الأهرام” 12 يوليو 1993.
وخلال اجتماع 10 يوليو، أكد جلال إبراهيم رئيس النادي أنهم اتفقوا على تقديم العرض الرسمي لاتحاد الكرة صباح يوم 12 يوليو 1993، بمبلغ 625 ألف جنيه، يكون من 250 ألف جنيه من نصيب رضا عبد العال.
واجتمع وقتها، حسن عام رئيس شرف النادي، واللواء حسين لبيب وكيل شرف النادي ومدير عام سابقا، وسعد متولي رئيس شرف النادي، وطالبوا بالحفاظ على روح الأسرة الرياضية مع النادي الأهلي.
الزمالك يهدد بالانسحاب من الدوري
طالب رضا عبد العال اتحاد الكرة بعدم قيده رسميا في سجلات نادي الزمالك، لانتهاء فترة 6 سنوات كهاو، بجانب رغبته في الانتقال للنادي الأهلي، وأرسل شقيقه إلى مقر اتحاد الكرة لتسليم الخطاب إلى فوزي غانم سكرتير الاتحاد الذي رفض تسلم الخطاب دون حضور “رضا” بشخصه، فغادر وعاد مرة أخرى رفقة “رضا” وسلموا الخطاب ووقع على الأوراق الرسمية بتسليمه الخطاب لاتحاد الكرة.
وفي نفس الوقت، كان رئيس نادي الزمالك جلال إبراهيم يحضر لمؤتمر صحفي لشرح موقف “رضا”، بالإضافة إلى إعلان النادي ومجلس إدارته لنظام الاحتراف السائد وقتها، والرجوع لنظام الهواية.
وصرح في 15 يوليو لجريدة “الأهرام” بأنه سيضارب على “رضا” بأعلى سعر نزولا على رغبة الجمهور، وسيكافح لاسترجاعه مرة أخرى.
اللاعب يتهم لاعبي الزمالك بإساءة معاملته
كان رضا عبد العال قد اتهم بعض اللاعبين في الزمالك بإساءة معاملته، وأنهم من ضمن الأسباب التي دفعته لمغادرة النادي، وهم أحمد رمزي وأشرف قاسم وإسماعيل يوسف، ووصفهم، بأنهم الأكثر تدليلا ونفوذا على الجهاز الفني.
وخرج الثلاثة في تصريحات لـ “الأهرام” 16 يوليو 1993، ورفض “قاسم” الاتهام، وسأل “رضا”: “هل اكتشفت بعد 6 سنوات أننا نسئ معاملتك؟”. أما “إسماعيل”، قال “الكلام مفاجأة ليا، لإني كنت بعتبر نفسي من المقربين له، وفي معسكرات المنتخب الأخيرة كان ديما معايا أنا وأحمد رمزي”. وكان موقف أحمد رمزي مماثلًا لـ”إسماعيل” ورفض الزج بهم في عملية انتقاله للنادي الأهلي.
طاهر أبوزيد يرفض انتقاله لنادي الزمالك
رفض طاهر أبوزيد ما بدر من مسؤولي نادي الزمالك، وتجديد اتصالاتهم معه، كخطوة للرد على انتقال رضا عبد العال للأهلي، وقال، أن انتماؤه للنادي الأحمر أكبر من الانتقال لأي ناد، وإذا فكر في الانتقال للزمالك، فسيشترط نصف مليون جنيه مقابل مادي، لكنه أكد على أنه غير مطروح للمزايدة، لذا إذا طُرح فلابد أن يكون أعلى رقم.
لجنة خماسية من اتحاد الكرة
شكل اتحاد الكرة لجنة خماسية لفض المنازعات حول تطبيق الاحتراف، وتدخلت في حل أزمة رضا عبد العال، والتوصل لحل يرضي جميع الأطراف من خلال تقديم التنازلات من كل جانب، وصرح المستشار القانوني للجنة لـ “الأهرام”، بأن اللجنة ستقرر أحقية النادي الأولى باللاعب على ضوء من سيدفع أكثر، بعدما قدم النادي مبلغ 625 ألف جنيه، وإذا تساوى عرض الناديين، سيتم الرجوع للاعب ورغبته وحده، بالإضافة إلى أن اللاعب إذا اختار الأهلي فسيكون عليه دفع الفارق بين العرضيين للزمالك، سواء بنفسه أو أي جهة تنوب عنه.
وعندما استعرضت اللجنة التي حضر فيها حمادة إمام وكيل نادي الزمالك، وعدلي القيعي مدير عام النادي الأهلي، بصفتهم ممثلين عن أنديتهم، رأي “رضا”، في اجتماعهم بتاريخ 25 يوليو 1993، طلب مهلة ليقرر رأيه بصفة نهائية ليحسم النادي الذي يفضل الانضمام إليه.
الأهلي يتردد في إتمام الصفقة
في خضم الأزمة، فجأة يعلن الأهلي رفض رفع عرضه لأكثر من 100 ألف جنيه، خوفًا من تفاقم أسعار اللاعبين في النادي وفي مصر، حسب قرار لجنة الكرة التي رأت صعوبة قيد “رضا” في الوقت الذي تسعى فيه لقيد جمال مساعد.
وفي نفس اللحظة، كان مسؤولي نادي الزمالك يجهزون شيك بمبلغ 250 ألف جنيه للاعب، وسددوا حصة اتحاد الكرة 62 ألف ونص جنيه، كما تلقوا عرضا من نادي الرائد السعودي قيمته 200 ألف دولار للتعاقد مع اللاعب لمدة عام، إذا نجحوا في استعادته مرة أخرى.
في النهاية، صرح عدلي القيعي أنهم سينتظرون لموعد 8 أغسطس، الذي يعتبر نهائيًا في حسم الانتقال.
بيان النادي الأهلي يرفض المزايدة
أصدر النادي الأهلي بيانا في 1 أغسطس 1993، يعبر فيه عن رفضه الانسياق إلى مزايدات لا تتماشى مع الواقع ولا الظروف الاقتصادية للبلاد، وجاء في البيان، أن النادي يتمسك بعرض 100 ألف جنيه لرضا عبد العال ” ونهيب اتحاد الكرة أن يضمن اللاعب الحصول على كافة حقوقه الأدبية والمادية من النادي الذي سينضم إليه، ويقدر النادي رغبة اللاعب في الانضمام للنادي الأهلي، وتوقيعه على استمارة الانتقال دون أية شروط، والتي قد تحول دون تحقيقها اللوائح والتعديلات والاضافات والتفسيرات التي يدخها اتحاد الكرة المعين”.
عقب البيان، أرسل “رضا” بيان لاتحاد الكرة يخطرهم فيه رسميا بأنه لا علاقة له بنادي الزمالك، وأن توقيعه للأهلي نهائي ولا رجعة فيه، ويسري اعتبارا من 8 يوليو 1993، ولمدة 3 سنوات ولا توجد عقود بينه وبين نادي الزمالك.
وبذلك، أعلن اللاعب انتقاله للنادي الأحمر، قبل الموعد النهائي للانتقالات بأربعة أيام.
رضا عبد العال يختار الأهلي
اجتمع اتحاد الكرة في 9 أغسطس 1993، برئاسة محمد السياحي، وقرر تجميد موقف رضا عبد العال لحين قيامه بدفع الفارق بين عرضي الناديين وقدره 262 ألف ونصف جنيه.
أثناء الاجتماع وسط مظاهرات من جماهير رضا عبد العال حول مقر اتحاد الكرة.
طلب “رضا” بعد أن تم استدعاؤه، رفضه لتدبير المبلغ الواجب عليه دفعه، كفرق بين العرضيين، بعدما اختار النادي الأهلي. لذا اتخذ الاتحاد قراره بتجميد الموقف دون قيده لأي من الناديين أو استخراج بطاقة الاتحاد التي تتيح له اللعب في أي ناد.
في اليوم التالي، قرر الزمالك في اجتماع مجلس إدارة، ضم اللاعب لصفوف الفريق، وتضمين اسمه ضم القائمة التي سترسل لاتحاد الكرة، وأرسلوا شيكا مقبول الدفع بمبلغ 250 ألف جنيه نصيب اللاعب من تجديد عقده.
القضية انتهت
نشرت جريدة “الأهرام” في 13 أغسطس 1993، أن قضية رضا عبد العال انتهت، وتم قيده رسميا ضمن فريق النادي الأهلي، بعد قيامه بتسليم اتحاد الكرة الفارق بين العرضين، شيك مقبول الدفع بمبلغ 275 ألف جنيه، بالإضافة لعرض الأهلي 100 ألف جنيه. وحضر اللاعب في اتحاد الكرة رفقة محامية علاء الدين في الواحدة ظهر 12 أغسطس وفي حضور اللواء خليل الديب مدير عام الاتحاد، ومحمد عبد المقصود المستشار القانوني لاتحاد الكرة، ومحمد مجاهد المستشار القانوني لنادي الزمالك، وقام “رضا” بتظهير الشيك رقم 397826 بمبلغ 40 ألف جنيه من قيمة عرض الأهلي والمسحوب على بنك القاهرة، فرع النيل، لاتحاد الكرة، وسلم فارق السعر.
وتقرر سفره مع معسكر النادي الأهلي في ألمانيا.