واجه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل تهمة بانه “الصحفي الأوحد” الذي احتكر لنفسه وحجب عن الآخرين، واستند على قربه من الرئيس جمال عبد الناصر وثقته فتجرأ على النقد ورفع صوته وأخرس الآخرين.
محد حسنين هيكل يرد على حكاية الصحفي الأوحد
حكى الكاتب الصحفي في حوار له بجريدة “أخبار اليوم” 1986، أنه قبل قيام ثورة 1952 كان رئيسا للتحرير في صحفية أخبار اليوم، وعضو في المجلس الذي كان يدير شئون الجريدة، قال “أظن أنني كنت أصغر من تولوا هذه الموقع سنا”.
وروى، أنه لم يصنع سجله الصحفي عبر الجلوس على المكاتب أو بالعمل والوقوف على أبوب أصحاب المناصب أو الوزرات، بل بالبحث عن المتاعب، على حد تعبيره.
ولفت إلى أنه كان يبحث عن الحكاية في ميادين القتال والحروب وبالقرب من وجه وحريق براكين الثورات والانقلابات ووسط الأحداث والوقائع الكبرى التي اشتعلت في منطقة الشرق الأوسط عقب أحداث الحرب العالمية الثانية.
وأكد على أنه حصل على جائزة فاروق الأول للصحفين، قال “آسف أن أتلفظ بها حصلت على الجائزة ثلاث سنوات متعاقبة”.
حصل محمد حسنين هيكل في المرة الأولى على الجائزة مكافئة على تحقيقات صحفية أجراها عن وباء الكوليرا في مصر، كتبها من داخل مناطق الوباء لمدة شهور.
وفي المرة الثانية، حصل على الجائزة لمجهوده في عمل تحقيقات عن حرب فلسطين، قال “لقد كنت في الميدان مع قوات الفدائيين قبل دخول الجيوش، ثم تابعت مأساة دخول الجيوش، ثم ذهبت إلى اجتماعات مجلس الأمن في باريس لأرى الستار ينزل عمليا على الفصل الأول من القصة الهائلة”.
وفي المرة الثالثة، لمجموعة تحقيقات عن الحرب الأهلية في اليونان، ويوغوسلافيا وبلغاريا وألبانيا.
وطلبت لجنة الجائزة من محمد حسنين هيكل، ألا يتقدم لها في المرة الرابعة بسلسلة تحقيقات عن الثورة الإيرانية، قال “لكي أفسح المجال للآخرين، وطبعت أخبار اليوم تحقيقاتي في كتاب بعنوان إيران فوق بركان، وكان من أكثر الكتب رواجا في تلك الأيام”.
محمد حسنين هيكل يحتفي بنفسه
روى “هيكل” أنه في عام 1974 ترك مكانه في جريدة “الأهرام” بعد سبعة عشر عاما وقت أن كان رئيس تحريرها ويتقاضى خمسة آلاف جنيه في السنة، قال “كنت رئيسا لمجلس إدارته ورئيسا لتحريره وأحد صحافييه وكاتب مقال أسبوعي ولم يزد هذا المبلغ مليما واحدا حتى خرجت بل كان ينقص لاستقطاعات الضرائب والمعاش وأشياء أخرى”.
اعتذر محمد حسنين هيكل عن منصب مستشار الأمن القومي ومنصب نائب رئيس الوزراء في وزارة ممدوح سالم وعرضهما عليه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واعتذر ليجرب حظه في مجال النشر العالمي.
وحكى، أنه نشر سيرة السير “دنيس هاملتون” في “التليجراف” وعرضت عليه “الصنداي تليجراف” مائة ألف جنيه إسترليني حقوقا مقدمة على الكتاب، وباعت هي حقوق نشره بعدها لوحد وعشرين ناشر في العالم، قال “وربحت فوق ما دفعته لي أكثر من ثلاثمائة ألف جنيه طبقا لحساباتها الرسمية”.