رواية أولاد حارتنا مُنعت من النشر بقرار من الأزهر الشريف، ولم يعترض نجيب محفوظ بمرور الأيام والسنين، إلى أن حصل على جائزة نوبل في الأدب.
وأشادت اللجنة في حيثيات فوز “محفوظ” بالجائزة برواية “أولاد حارتنا” فبدأ الهجوم من عدة أطراف على الجائزة بتهمة المساس بالدين.
وبعد الضجة، فوجئ أديب نوبل، بفتوى من عمر عبد الرحمن أحمد زعماء الجماعات الإسلامية بفتوى تربط بين أولاد حارتنا وكتاب سلمان رشدي، وطالب باستتابهم، لأنهم تكلموا عن الإسلام بسوء.
اعترافات نجيب محفوظ عن رواية أولاد حارتنا
في حواره مع مجلة “آخر ساعة” مايو 1989، لفت أديب نوبل إلى أن هناك أدب ديني وكل مضامينه أدبية قدميا وحديثا مثل “رسالة الغفران” و “حي بن يقظان”، والشعر الصوفي كله.
وعن الهجوم ضد الرواية بعد فوزه بنوبل، قال، إن الرواية صدرت منذ 30 عاما وبناء على طلب الأزهر الشريف لم تسمح الرقابة بنشرها في مصر، لدرجة أنه نسيها، لكن كثر الكلام حولها وكأنه مؤلفة بعد حصوله على “نوبل”.
ولفت، إلى أن الجماعات التي تقف وراء الحضارة الغربية موقف العداء والرفض تقف نفس الموقف من جائزة بمنحها الغرب، لأنها تعتبر الجائزة نوعا من الدعاية للحضارة العربية، وأضاف: “المقالات التي تكلمت عن الرواية تكلمت عن الجائزة أكثر من الكلام عن الرواية، فهي انعكاس لموقفهم من الحضارة بصفة عامة خصوصا أنهم لا يجدون نفس الإحساس والفخر بالجوائز التي يباركونها”.
اعترافات نجيب محفوظ عن رواية أولاد حارتنا
وقال، أديب نوبل، إن معظن الذين يطالبونه بعد 30 عاما بالاستتابة المطلوبة عن نوبل، لأن الكفر في بلادنا ممكن أن يتوب الإنسان عنه وينال المغفرة أما التفوق لا توبة منه ولا مغفرة له.
وأوضح، أن أغلب من هاجموه أصدقاء، بينه وبينهم مودة وصداقة وندوات وصامتين منذ 30 سنة، وفجأة عندما حصل على الجائزة أصبح “كافر”.
وشرح البواعث التي دفعته لكتابة الرواية، وهي سياسية واجتماعية، إذ كان همه الحقيقي هو حرية أهل الحارة وتوزيع العدل بين أبنائها اما العطاء الديني أراد منه أن يقول لرجل الحارة البسيط أنه بالقدوة الحسنة يستطيع أن يصلح حال حارته الصغيرة كما أصلح الأنبياء حال الدنيا كلها، وأضاف: “فلا هي ضد الأديان ولا هي ضد الأنبياء ولا المقصود بها أن أكتب تاريخ الأديان، وإلا كنت كتبته مباشرة إنما الهدف كان حال مصر وتوجساتنا وهواجسنا عام 1959″.
اقرأ أيضًا:
- حكاية آني إرنو التي حصلت على نوبل في الأدب 2022.. للقراءة اضغط هنا
- اعترافات يوسف إدريس قبل حصول نجيب محفوظ على نوبل.. للقراءة اضغط هنا