بعد وفاة الأديب توفيق الحكيم، ثارت ضجة كبيرة بسبب رفع المحاسب رفعت الحكيم دوعوى قضائية رفضتها المحكمة، بغرض فرض الحراسة على تركه “الحكيم”.
أثارت الدعوى نفور كبير من الكتاب والمثقفين، وكتبوا يدافعون عن قيمة الأديب الراحل، ولم يهدأ الغضب والسخط إلا بعد أن رفضت المحكمة الدعوى، خاصة وأن حيثيات الرفض استهجنت الطلب.
رفعت الحكيم يطلب الحراسة على تركة عمه الأديب توفيق الحكيم
خرج رفعت الحكيم في حوار مع جريدة “الوفد” 1987، يشرح، أن طلب وضع الحراسة لم يكن بغرض الاستيلاء على تركة “الحكيم” وسلبها من ابنته خاصة وأنه يعلم أن الأديب الراحل قد كتب جميع ممتلكاته وسجلها لابنته الوحيدة زينب.
وكانت تركة “الحكيم” عبارة عن 58.5 فدان من أجود الأراضة وقطعة أرض بالدخلية، بالإضافة إلى أكثر من 50 ألف جنيه محتويات الأراضي، وهو ما تمكن حصره وقتها بعد أن اختفت عمارة “الحكيم” من العتبة، قال: “لا يعلم أحد من عائلته عنها شيئا، والسر مع ابنته زينب التي تعرف ما تركه والدها من أموال في البنوك سواء باسمها أو باسمه”.
وأكد رفعت الحكيم في حواره مع “الوفد” أن أعلنت التنازل عن ورثه لان “توفيق” كتبها لابنته في حياته، وسجلها، لافتًا، إلى أنه يطالب بالحصول على حقه في حصيلة الأداء العلني وحصيلة بيع الكتب وإعادة طبعها ونشرها وهي لا تثمل أكثر من الربع من التركة كاملة، أضاف: “ونصيب أبناء شقيق الأديب الراحل وأحفاده في هذا الربع هو النصف فقط يعني، فتات بالنسبة لتركته الحقيقية”.
وقال “رفعت”، أن والدة عمه الأديب الراحل أسماء البسطامي أنجبت توفيق وزهير “والده” وكلاهما سافرا إلى فرنسا، فدرس “توفيق” الأدب والمسرح، ووالده درس الزراعة، وبعد عودتهما تفرع “توفيق” للأدب والتأليف والمسرح والشهرة وعاد والده “زهير” ليحرث الأرض ويزرعها وعاش بعيدًا عن الأضواء حتى توفي.
وبعد وفاة “زهير” تنازلت والدتهما عن 25 فدانا من مساحة الأرض التي كان يشرف عليها “زهير” لـ “توفيق” وظل باسمها 50 فدانا احتفظت بمكليتهما حتى وفاتها.
وحكى أنه في 17 يناير 1975، كانت والدة “توفيق” في حالة مرضية بائسة، وكان حولها هو وأبناء شقيقه “زهير قال “رفعت” لـ “الوفد”: “” وطلبت من توفيق أن يطبق القانون والشرع الذي يقول أن الأحفاد يرثون ثلث تركة جدتهم وأبناءها يرثون الثلثين وأن يقسم الأراضي بينه وبين أبناء شقيقه رفعت وسؤود ووعدها بتنفيذ وصيتها بعد وفاتها”.
رفعت الحكيم: توفيق الحكيم لم يحضر جنازة والدته
وأكد “رفعت” أنه في 25 يناير 1975، بعد وصية والدته بأسبوع تقريبا توفيت، وكان توفيق الحكيم في مكبته بالأهرام في القاهرة، واتصل به ليخبره أن والدته توفيت وطلب من الحضور لتشييع جثمانها لكنه قال: “أنا مشغول، انتم الخير والبركة، قوموا بالواجب ومش لازم أنا أحضر”.
وأشار، أن الجنازة لم تكن تليق بوالدة الأديب الكبير وانتقده الأهل والمعارف، خاصة وأنه كان حريصا على حضور جنازات الفنانين وأول جنازة حضرتها بعد وفاة والدته جنازة أم كلثوم.
بعد الأربعين- حسبما روي رفعت- طلب منه تحرير إعلام الوراثة، لكنه فوجئ به يتنصل من الوصية، ويرفض تنفيذها وقال الشرع لازم يطبق وأصر على أن يرث ثلثي الأرض فحصل على 33.5 قدان وحصل “رفعت” وشقيقيه على 15 فدانا.
قال “رفعت”: ” لماذا يهاجمني الجميع وأنا أطلب تطبيق الشرع على فتات وملاليم لو قورنت بما طبق هو توفيق الشرع فيه أنه رفض تنفيذ وصية أمه التي ورثته 58 فدان، كما رفض حضور جنازتها لأنه مشغول، وأقول لابنته التي اتهمتني بعدم حضور جنازة إسماعيل الحكيم أنني اكتفيت بالتعزية التليفونية لأن والدك قدم تعازيه في والدته من خلال التليفون وعاملته بالمثل”.
وأشار، إلى أنه نشر تصريحا في “الأهرام” في 14 أغسطس يطلب فيه تحويل شقة “الحكيم” لمتحف بعد توفير مسكن مناسب لابنتيه في حين أنها نشرت حديثا على صفحتين بمجلة الإذاعة والتليفزيون في 29 أغسطس تقول فيه أنها ترفض إقامة المتحف في المنزل.
اقرأ أيضًا:
- هاجمني أصدقاء مودة وندوات بعد 30 عاما من الصمت.. اعترافات نجيب محفوظ عن أزمة أولاد حارتنا.. للقراءة اضغط هنا
- “أحق مني بها ورشحت لها أكثر من مرة” اعترافات يوسف إدريس عن جائزة نوبل قبل منحها لنجيب محفوظ.. للقراءة اضغط هنا
- كواليس اليوم الأول في حادث اغتيال نجيب محفوظ.. للقراءة اضغط هنا