انتاب اللاعبون حالة شديدة من التعاسة، في التاسعة صباحًا من 11 أكتوبر 1990، أثناء جلستهم في فندق “خاندريس” في أطراف أثينا، بعد الهزيمة من منتخب اليونان بستة أهداف مقابل هدف، وسجل “سارافاكوس” خمسة أهدف بمفرده.
محمد عامر، مدرب منتخب مصر، تحجج بأن العناصر الأساسية في الفريق لم تكون موجودة، إسماعيل يوسف وهاني رمزي وجمال عبد الحميد وحسام حسن، بالإضافة لوجود عناصر جديدة بالفريق تلعب للمرة الأولى.
أما سمير عدلي قال “هذا الماتش لن يتكرر حتى ولو أعيد 10 مرات، توقيت الهدف الأول صعب في الثواني الأخيرة للشوط الأول، ثم الهدف الثاني بعد 3 دقائق من الشوط الثاني، وحكم اليونان يعطي 3 ضربات جزاء لمنتخب اليونان، وقد لعبنا 26 دقيقة بعشرة لاعبين، ثلاث ضربات جزاء في 6 دقائق، أربعة أهداف في 25 دقيقة”.
وشرح “عدلي” لجريدة “الأهرام” في 12 أكتوبر 1990، أن سويسرا لم تحترم عقد احتراف هاني رمزي، ولم ترسله ليشارك في المباراة، والحكم ضعيف، وغاب الهجوم، فتأثر المنتخب المصري.
تصريحات محمود الجوهري
المدير الفني محمود الجوهري، اعتبر أن النتيجة طبيعية، بالإضافة إلى اليوم الذي لُعبت فيه المباراة، 10 أكتوبر، لم يكن يوم المنتخب “اليوم ليس يومنا، والنتيجة منطقية لبعض الظروف التي أحاطت الفريق، ولابد أن يستعيد الفريق ثقته مرة أخرى، وفي النهاية هذه مباراة تجريبية”.
وأرجع النتيجة الثقيلة لانفلات أعصاب اللاعبين، وخروجهم عن شعورهم الذي أخل بالأداء “لعبت 50 مباراة لم تحدث معي هذه الظروف أبدا”.
شارك أمين منصور ثم استبدل بأحمد العجوز، وكان أول لقاء دولي لهم، وخلا المنتخب من جمال عبد الحميد وحسام حسن وطارق خليل للإصابة.
طالب الجوهري، أن يساند الجمهور المصري الفريق، وأن يعتبر المباراة عارضة وغير محسومة، فهي أول مرة تحدث هزيمة كبيرة. حسب جريدة “الأهرام” 12 أكتوبر 1990.
قرارات اتحاد الكرة
اللجنة الفنية باتحاد الكرة، قررت عقد اجتماع عادل بعد الهزيمة الكبيرة، برئاسة عادل الجزار، لمناقشة تقرير الجهاز الفني للمنتخب بعد الـ “فضيحة” حسبما وصفتها الصحافة وقتها.
كان ستة لاعبين من المنتخب المصري قد خرجوا عن شعورهم في المباراة، وأجرى محمد السياجي اتصالا هاتفيا بالجهاز الفني ليعبر لهم عن دهشة أعضاء اتحاد الكرة من هذه التصرفات، ووصف ما حدث عقب طرد إبراهيم حسين وتوالي الأهداف “الفرقة اتفكت”.

هزيمة منتخب مصر-الاهرام-16 أكتوبر 1990
لا قرارات ولا توصيات
تابعت جريدة “الأهرام” في 15 أكتوبر 1990، اجتماع مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وعلق عادل الجزار رئيس اللجنة الفنية، بأن الاجتماع انتهى بعد 4ساعات مناقشة لأسباب الهزيمة للمنتخبين الأولمبي والأول، ستة أهداف مقابل هدف، وثلاثة أهداف مقابل هدف، وطرح محمود الجوهري أسبابه في الاجتماع، ومبررات الهزيمة، وأحضر معه شريط فيديو لمباراة مصر واليونان.
لم يحضر “الجوهري” اجتماع عبد الأحمد جمال الدين رئيس مجلس الشباب والرياضة، ليشرح كيف أنفق 801 ألف و665 جنيه، حصيلة تبرعات رجال الأعمال التي دخلت في حسابه الخاصة بصفته المدير الفني للمنتخب القومي.
فُتح وقتها حسابين للمنتخب، الأول رسمي وجميع مصروفاته وإراداته من خلال مستندات رسمية بمعرفة اتحاد الكرة وتحت إشراف المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والثاني خاص باسم “الجوهري” و “جمال الدين” لجمع حصيلة التبرعات.
لم يشكك أحد وقتها في ذمتهما، لكن الغرابة كانت كيف يتم فتح حساب خاص للمنتخب باسم مديره الفني، ولو بحسن نية. وعرضت الأرقام المالية، وأكد “عبد الأحد” أن الحساب أغلق وتبقى 12 ألف دولار سُلمت لسمير عدلي، مدير إداري منتخب مصر.

إقالة محمود الجوهري-الأهرام 18 أكتوبر 1990
إقالة “الجوهري”
في 17 أكتوبر 1990، اتخذ مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في اجتماع طارئ برئاسة محمد أمد قراره بقبول استقالة المدير الفني لمنتخب مصر الأول والأوليمبي، محمود الجوهري.
وتقرر أيضا إيقاف إبراهيم حسن 6 أشهر اعتبارا من 10 أكتوبر وتوجيه إنذار شديد لأحمد شوبير، حفاظا على المبادئ الأخلاقية، لتنتهي القصة التي لا تُنسى.