بذل المخرج السينمائي الراحل يوسف شاهين مجهودا كبيرا في إخراج فيلم باب الحديد، لكن الفيلم فشل وقت عرضه فشلا ذريعا.
روى “شاهين” أن أحد المشاهدين ليلة العرض الأول بصص على وجهه.
كشف عن شعور الفشل الذي كابده “أنا بشر وأكره الفشل مثل أي إنسان، لا أحد يتصور معنى أن أدخل السينما وأجد القاعة خالية، هذا شعور لا يمكن أن يدركه النقاد كما يدركه صناع الأفلام”.
لم يتنصل “شاهين” طوال حياته من أي فيلم سينمائي أخرجه.
اعترافات يوسف شاهين عن أفلامه السينمائية
حكى المخرج الراحل في حواره لمجلة “الهلال” 1976، أن الدولة دعمت فيلم “الناصر صلاح الدين” عام 1963، لكن دعمها كان متوافقا مع شعوره بالوحدة العربية “أنا اليوم أؤمن بضرورة هذه الوحدة”.
عندما عمل “شاهين” على فيلم “الناصر صلاح الدين” كان يرد أن يثبت أن إخراج الأفلام التاريخية والمعارك الحربية لا يتطلب بالضرورة وجود ميزانية مالية ضخمة التي تُنفق على أفلام هوليود.
تكلف الفيلم أكثر من مئة ألف جنيه، لكن يوسف شاهين، رأى وقتها أنه لا يمثل شيئا مقارنة بما ينفق على الأفلام في هوليود.
شارك “شاهين” في فيلم “باب الحديد” كممثل، وجسد شخصية “قناوي”، وكانت دوافعه هي نفسها التي جعلته يمثل في فيلم “فجر يوم جديد” بأن الفيلم يسكن داخله بدرجة هائلة.
أسباب هجرة يوسف شاهين إلى لبنان
هاجر “جو” إلى لبنان، بعد فيلم “فجر يوم جديد”، لشعوره أن الاشتراكية التي كان يحلم بها تحولت بوعي وبدون وعي إلى “بيروقراطية” خاصة داخل القطاع العام السينمائي “زهقت وقرفت وقررت أن أخرج لاستنشق الهواء”.
وصف “شاهين” أيام هجرته في لبنان، أنها كانت سنوات قلق وضياع كامل، وبعد هزيمة “67” عاد إلى مصر “لقد ولدت من جديد بعد الهزيمة من خلال الألم منها والأمل في تجاوزها والأرض في رأيي تعبير واع عن ذلك”.
شارك يوسف شاهين في كتابة أفلام “العصفور”، و “الاختيار” و “عودة الابن الضال”، لم تكن عادته قبلها.
اعترف، أنه بدأ العمل في كتابة السيناريو على الطريقة الأمريكية “أو بالأحرى الهوليودية، التي كانت سائدة في مصر، وهي طريقة أن هناك عدة مهن تتفاعل لإنتاج الفيلم، ومع الوقت ظهرت اتجاهات التجديد في السينما المعاصرة، فأدركت أن هذا المفهوم في العمل ناقص ومشوه”.
أدرك “شاهين” أنه ضمن نظام العمل للإنتاج أشبه بعملية غسيل مخ للفنان والجمهور، بالإضافة إلى أنه رأي أن أفلامه شيء وحياته والواقع من حوله شيء آخر “هنا أدركت ضرورة عدم تقسيم العمل، وخاصة السيناريو والإخراج”.