ما العلاقة بين فينيقيا والثقافة الأوروبية الحديثة؟.. اتفق كافة المؤرخين على أن كلمة “فونيقي” يونانية واستدلوا على ذلك بأن هذا الاسم لم يرد في الأسفار المقدسة التي كتبت في العبرانية بل ورد بها تسمية فينيقيا “بلاد الكنعانيين”، نسبة إلى كنعان بكر حام بن نوح.
وقيل أنها سميت بهذا الاسم نظرا لانخفاض أرضها ومعنى “كنعان” أي الأرض المنخفضة.
ما العلاقة بين فينيقيا والثقافة الأوروبية الحديثة؟
أما سبب تسميتها فينيقي أو فونيقي في ذلك عدة أقوال، لكن ما اتفق عليه المؤرخين من قديم وحديث، أن شجر النخل كان كثيرا في تلك البلاد واسمه في لغتهم فينيقي، ويدل ذلك على تصوير الشحر على أغلب مصكوكاتهم.
وذهب عدد من العلماء، بأن سبب تسمية اليونان لهذه البلاد فونيقي لأن أقدم الآثار المصرية عبرت عنها في ك لمة “فون” أو “بون” عن بلاد العرب الشرقية وشاطيء خليج العجم من حيث أتى الكنعانيون كما يأتي وزاد العرب حرف النسبة وهو الياء.
وهناك قول بأن تسميتهم هذه نسبة إلى جدهم الأعلي “فينيكس”.
واختلف المتقدمون والمتأخرون في أصل الفينيقيين وزمان دخولهم فينيقية والأرجح أنهم قبائل كثيرة حامية وسامية وقد هاجروا إليها في أزمنة مختلفة.حسب مجلة “العرفان” عدد 16 مارس عام 1911.
أما ديانة الفينقيين، فقد ظهر من حقائقها بعض الشيء بشهادة الأثر فتبين أنهم كانوا في بدء أمرهم يعتقدون بالوحدانية اتباعا للنهج القويم الذي اعتقده سائر الأمم قبل أن تتلوث أديانهم بمفاسد الوثنية غير أن مرور الأزمنة طمس على الحقيقية وقاد الناس لعبادة الوثن والأجرام او أنهم عبدوا صفات الإله الواحد إذ شخصوها أفرادا عظاما وأوجبوا لها العبادة والاحترام فتعددت من جراء ذلك وتنوعت طقوسهم.
ما العلاقة بين فينيقيا والثقافة الأوروبية الحديثة؟
وكان يحكم المدن الفينيقية ملوك ينتسبون إلى أصل مقدس، ولم تكن سلطات الملوك مطلقة بل كان يحددها السلطة التي يتمتع بها مجلس الشيوخ الذي كان يتآلف من أغنى تجار المدينةن وهو أمر طبيعي في دول يعتمد اقتصادها على تجارة المدينة.
وقد عرفت بعض المدن الفينيقية النظام الجمهور في بعض الفترات وتذكر المصادر أن مدينة صور كان يوجد بها نظام للحكم يتولى رئاسته قضاة، وكانوا يشغلون وظيفتهم لمدة عامين فقط، ولمرة واحدة.
وكان حكام فينيقيا مستقلين غالبا عن بعضهم البعض، ولم يكونوا يتحدون في مواجهات الهجمات الخارجية، ولكنهم كانوا يضطرون لعقد اتحاد في بعض الأحيان تحت رعاية دولة كبرى، كما هو الحال حينما عقدت أرادوس وصيدا وصور اتحادا تحت رئاسة صور، في ظل السيادة الفارسية.
وكتب الدكتور أبو اليسر فرج في مجلة “الهلال” سبتمبر 2006، أن أعظم ما قدمه الفينيقيون إلى الحضارة الإنسانية هو الأبجدية، فقد تمكنوا من ابتكار أبجدية مبسطة لتسحيل الصوتيات التي ينطقون بها الكلمات، ومن المرجح أنهم أخذوا الأبجدية عن السومريون التي كانت تعرف كتاباتهم بالكتابة المسمارية.
وتمكن الفينيقيون من تطوير هذه الكتابة ويعتقد أن هذا التطوير تم في مدينة أوجاريت خلال القرن الـ 14 قبل الميلاد، وبعد ذلك قامت مدينة بيبلوس باختصار الأبجدية إلى 22 حرفا بدلا من 30.
اقرأ أيضاً
“جميع الشروط والإجراءات الرسمية”.. رابط نتيجة اللوتري 2023