نشرت جريدة الجمهورية في عددها الصادر يوم 11 فبراير 1986، بخصوص قضية بليغ حمدي وسميرة مليان، تقريرا بعنوان “الحكم في قضية سميرة مليان.. حبس بليغ حمدي سنة مع الشغل.. تحت المراقبة”.
قضية بليغ حمدي وسميرة مليان
جاء في التقرير، أن محكمة جنح العجوزة يوم 10 فبراير 1986، قضت بحبس الفنان بليغ عبد الحميد حمدي سنة مع الشغل وكفالة ألف جنيه مع إيقاف التنفيذ وغرامة ألف جنيه، مع وضعه تحت مراقبة الشرطة لمدة مساوية لمدة العقوبة لاتهامه في قضية مصرع سميرة مليان.
كما قضت المحكمة بتغريم سناء حماد عارف “صباح” مديرة منزل الفنان بليغ حمدي والطباخ سعيد محمود عطية عشرين جنيها وعاقبت المتهم الهارب عبد الحميد محمد توردي “الثري السعودي” غيابيا بالحبس مدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاد وبرأت السائق محمود سيد علي.
من جهته قال رئيس المحكمة محمود علاء الدين في أسباب الحكم، إن المحكمة أثناء تناولها الدعوى بحكمها، وما أحاط بها من ملابسات وظروف ووقائع بدأت بحفل صاخب أقامه المتهم الأول “بليغ” وبدأ من غروب الشمس وامتد حتى مطلع الصباح، تصارعت فيه كؤوس الخمر بين أيادي السكارى فتمايلت رؤوسهم وتراقصت أجسادهم على ألحان وأنغام المتهم الأول “بليغ”.
وواصل، انتهى الحفل بانفراد المتهم الخامس عبد الحميد توردي بالمتوفاه سميرة مليان في غرفة مغلقة ثالثهما الشيطان، وسقطت بطريقة لا يعلمها إلا الله والطبيب الشرعي.
كما ذكر، أن التهمة الثابتة في حق بليغ حمدي، وأساسها عدة عناصر مادية، أولها؛ وجود سميرة مليان في مسكن المتهم الأول بليغ حمدي الذي أنكر صلته بها في بداية الأمر، وتناولها لأقداح الخمر الواحد تلو الآخر على نحو استرعى انتباه حضور الحفل.
أما السبب الثاني؛ انصراف جميع المدعوين وبقاء المتهم الخامس، توردي والمتوفاه سميرة مليان بالإضافة إلى رب البيت وتابعيه.
والسبب الثالث؛ انفراد المتهم الخامس، بحجرة نوم تخص شقيقته وإحكام غلق بابها خلفه.
والرابع، هي الصورة التي خرج عليها المتهم الخامس وهو نصف عاري، على رغم منه ساذج يبحث عن رفيقته في جنبات الشقة وهي تلك التي كانت بين ذراعية بحجرة أحكم إغلاقها خلفهما، واستنهاضه للمتهمة سناء عارف “صباح” لتكون شاهدة على الرغم من عدم وجودها في غرفته وهو دليل واهن وضعيف استصنعه لنفسه.
أما الخامس، تلك العناصر الهيئة التي وجدت عليها المتوفاه سميرة مليان “عارية” تماما من ملابسها، مما لا يدع مجالا للشك بأنها كانت على تلك الهيئة بالغرفة والمتهم الخامس توردي النصف عاري.
قضية بليغ حمدي وسميرة مليان
وجاء في حيثيات الحكم، أن المتهم بليغ وهو الفنان بكل ما تحمله الكلمة من معان جميلة وقيم سامية رفيعة وقد أولاه ذلك الشعب الأصيل ثقته بفنه بعد أن عانقت أنغامه أصالة مصر ممثلة في قيثارة الغناء “أم كلثوم” قد أدار لتلك الثقة ظهره بأنه عكف على إقامة من حفلات اللهو والتي يحلو له تسميتها كرم المصريين وهي أبعد ما تكون عن ذلك والمصريون منها براء.
وأوضحت المحكمة في أسبابها، أن المتهم السعودي عبد المجيد محمو توردي، حجر الزايو في تلك القضية والتي دارت عجلاتها بدورانه، والذي لم يكتف بسكره وعربدته وعلاقته غير الشرعية، لإحدى المحرمات عليه إذا ما سلمنا بواقعة زواجها من شقيقة المتوفاه لم يجد في نفسه وازع من دين أو ضمير للوقوف عند حد ما سبق بل تجاوزه من هتكه لكل المحارم والقيم والأعراض إلى سرقة الموتى.
وأضافت، إذا قلنا أن للسرقة درجات في الشر فلا تجاوز الحقيقة إذا قلنا أن سرقة الموتى هي أحط تلك الدرجات وأكثر خسة.
وأكدت المحكمة، في حيثات الحكم، أن أركان جريمة السرقة المادي منها والمعنوي قد تحقق من أقوال الشغالة حميدة على خادمة الثري السعودي من استيلائه على أموال المتوفاة عقب وفاتها وهروبه بها، ولا يقدح في ذلك القول بأنها متوفاه مع ما تتطلبه من جريمة السرقة من ملكية الغير للمال المنقول.
وانتهت المحكمة في أسباب الحكم أن المقرر أن محكمة الموضوع استخلاص صورة الواقعة كما ارتسمت في وجدانها بطريقة الاستنتاج والاستقراء وكافة الممكنات العقلية ما دام ذلك متفقا مع حكم العقل والمنطق ولا يجوز مطالبة القاضي بالأخذ بدليل معين بالعبرة هي باقتناعه بناء على الأدلة المطروحة أمامه.
اقرأ أيضًا:
حلقات قضية بليغ حمدي وسميرة مليان كاملة اضغط هنا