قبل سرد والإجابة عن سؤال: كيف مات عباس العقاد؟، نعرض جزءًا من سيرته كما كتبها وأوردتها عددًا من المصادر.
كيف مات عباس العقاد؟
عائلة عباس العقاد
ولد الأديب عباس العقاد في أسوان بتاريخ 28 يونيو عام 1889، وكتب عن نفسه: “ولدت لإخوة أشقاء، والدى تزوج قبل والدتي، ماتت زوجته الأولى، ثم تزوج أمي، شقيقي الأكبر يدعى أحمد، عمل سكرتيرًا في محكمة أسوان، شقيقتي نحبها جميعًا تعيش في القاهرة، إخوتي جميعًا اكبر مني في العمر، بعضهم عاش في أسوان، والآخر هاجر إلى القاهرة”.
التحق العقاد في وظيفة حكومية سنة 1904، وعمره 15 عامًا، بمديرية قنا، لم يتم تثبيته في الوظيفة وقتها بسبب اللوائح التي اقتضت أن يبلغ سن الرشد أولًا، تم نقله إلى محافظة الزقازيق.
اعترف العقاد، أنه كان أول من يكتب في الجرائد عن ظلم موظفي الحكومة، ولكرهه وسئمه من العمل الحكومي، قدم استقالته، وهاجر إلى القاهرة للعمل في الصحافة، ثم عُين في مجلس الفنون والآداب، ثم التحق للعمل في المجمع اللغوي.
مرض عباس العقاد
مرض عباس العقاد بمرض القولون أو المصران العصبي، كما اكتشف عن طريق الأطباء فيما بعد إصابته بمرض القلب الذي قضى على حياته، إذ مات بسبب أزمة قلبية في عام 1964.
بدأت معاناة العقاد مع المرض في عام 1930، على إثر دخوله السجن لاتهامه بالعيب في الذات الملكية وقت عمله في جريدة “المؤيد الجديد”.
ذكرت صيحفة “اللطائف المصور” في عددها الصادر يوم 15 ديسمبر 1930، أن عباس العقاد تدهورت صحته وقت اعتقاله ومحاكمته، حيث كان عمره وقتها 41 عامًا.
رغم ضعف بصر العقاد الذي عانى منه منذ طفولته، رفض في البداية ارتداء النظارة الطبية، ولم يرضخ لها إلا في سن 45 عامًا.
كان العقاد مريضَا عنيدًا يرفض الانصياع لأوامر الأطباء، حيث رفض الانتقال إلى المستشفى ليجري الفحوصات الطبية إلى الساعات الأخيرة من موته.
الأيام الأخيرة في حياة عباس العقاد
قبل موت عباس العقاد بفترة قصيرة، نشرت الصحف تفاصيل حالته الصحية، حيث ذكرت صحيفة الأهرام سنة 1946، أن عباس العقاد توقف عن الإطلاع وقراءة الكتب منذ ثلاثة أيام بسبب الأزمة الصحية رقد على إثرها في الفراش، وسوف يزوه الطبيب جمال بحيري لمتابعة حالته الصحية.
وواصل تقرير صحيفة الأهرام، أن عباس العقاد باغتته في منتصف الليل، ثاني أيام العيد، آلاما مبرحة وشديد وقاسية أثناء نومه، آلمت مصرانه الغليظ، وبحلول الفجر زاره الطبيب محمد يايسين عليا، والطبيب يوسف عز الدين والطبيب موسى إبراهيم جمال، وكانت المرة الأولى التي يقبل فيها العقاد أن يصف له الأطباء علاجًا “قرصا مخدرًا” لتخف آلامه.
خفت آلام عباس العقاد بعدها، لكنه لازم فراشه.
وذكر حنفي المحلاوي في جريدة “البيان” مايو 2011، أن أنيس منصور كتب بعدها، أن الطبيب ياسين عليان أصر على يحقن العقاد بحقنة شرجية، وإذ لم يحدث ذلك، سيموت نتيجة للتسمم، ودخل “عليان” ليقنع “العقاد” بضرورة الحقنة الشرجية، ووافق.
حكى العقاد للأطباء معاناته من المصران الغليظ طوال أربعين عاما، وكيف عالجه وقرأ عنه، لكنه قبل العلاج في أوقات ورفض أوقاتا أخرى.
كيف مات عباس العقاد؟
في منتصف الليل، 12 صباحًا، استيقظ العقاد من نومه متجهًا إلى الحمام، وكانت المرة الأولى التي ينهض فيها من فراشه دون أن يساعده أحد أو يستند إلى الجدران.
توجه بعدها إلى مكتبه وأمسك المصحف ووضعه على مخدته، ثم جلس ومدد ساقيه، فارتطمت ببعض الزجاجات، فسمع الصوت أهله وأبناء شقيه فاقتربوا منه.
وضع شقيقه عامر العقاد يده على يد الأديب عباس العقاد، فوجد نبضات القلب بطيئة فهاتف الطيب “عليان” الذي طلب من “عامر” أن يعطي “العقاد” كورامين، وكانت المرة الأولى في حياة عباس العقاد التي يقترب منه أحد ويلمس جسده ويقدم له دواء.
حضر الطبيب عليان، وتقدم إلى العقاد، فمد يده لجس نبض القلب، وخرج من الغرفة باكيًا: مات الأستاذ..
حكى الطيب ياسين عليان، أن العقاد قبل وفاته زار أسوان شهرًا كاملا كما تعود كل سنة، لكنه عاد بعد سبعة أيام، وحالته النفسية سيئة، وذلك بسبب بناء منزل مقابل لمنزله وتسبب في حجب الشمس عنه.
عانى العقاد في سنواته الأخيرة من مرض القلب بالإضافة إلى المصران الغليظ، وعندما طلب منه الطبيب محمد عطية الانتقال إلى المستشفى، رفض العقاد، وقال: “إذا كنت سأموت، سأموت في منزلي، وعلى فراشي، ووسط كتبي”.