تزايدت نسبة الاضطرابات النفسية في مصر عام 1971، إذ ارتفع عدد العيادات النفسية في القاهرة من عيادتين في “المنيرة” و “بولاق” إلى 7 عيادات أخرى، بالإضافة إلى 5 للصحة النفسية المدرسية.
نشرت جريدة “الأهرام” في نفس العام تقريرًا عن تجهيز خدمة للمواطنين الذي يعانون من أزمات نفسية بعنوان “الأطباء بجوار التليفون ينتظرون مكالمة من متحدث داهمه اضطراب الأعصاب”.
النظام الذي استحدث كان باقتراح من الطبيب جمال ماضي أبو العزايم، الذي استهدف وقتها ليخفف الضغط عن العيادات النفسية، إذ ارتفعت أرقام المترددين عليها إلى 20 ألف شخص يلجأون لعيادة واحدة في مدينة نصر.
صرّح “أبو العزايم” للـ”الأهرام” وقتها، أن الرعاية النفسية المطلوبة للمواطنين في مصر، لانخفاض الوعي لدى الناس وترددهم في الذهاب لطبيب، بالإضافة إلى أن الكثيرون من المرضى النفسيين في مصر لا يجدون من يرعاهم نفسيًا ورفع من وعيهم في مواقع العمل، سواء في المصانع أو الأحياء المزدحمة.
أسباب الاضطرابات النفسية في السبعينات
الأعراض النفسية التي رصدت في فترة السبعينات، كانت ترجع أغلبها إلى تراكم في الشعور بالإرهاق والتعب والضيق، جاء في التقرير “وهي تختلف عن نفس الشعور في أوائل القرن الحالي، إذ ان السبب المحدث له قد اختلف فقد كان في الماضي نتيجة لإجهاد جسماني، أما في الوقت الحالي فالسبب هو الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأنسان الحضري دون أن يحس، كمضايقات الأسرة والعمل وتعقد الأسلوب في الحياة العصرية”.
وجاء التحول الكبير الذي شهده المجتمع المصري في تلك الفترة، في مختلف المجالات الصناعية والزراعية وتدخل الآلات في حياة الإنسان، ضمن الأسباب التي ضاعفت من الاضطراب النفسية في المجتمع المصري. كما كان تحول المواطنين من القرية إلى المدنية ضمن الأسباب الضاغطة لنفسية الأفراد، وبحسب طبيب الصحة النفسية صبري جرجس، العلاقات بين الأفراد في المجتمع الصناعي غالبا ما تدفع الإنسان للإحساس بالضيق وتدفعه للتصرف بعدوانية وملل واستهتار.