روايات خيري شلبي كان يكتبها في المقابر هربًا من حجيم القاهرة وصخبها المزعج.
اعترف الأديب الراحل في حوار صحفي أجراه مع جريدة “الأخبار” في 19 يوليو عام 1989، أنه حسم أمر الكتابة بعدما ازدحمت القاهرة، وقرر أن يستأجر حوشا في قلب المقابر.
لم تكتظ شوارع القاهرة فقط، بل ازحمت شقته بالكتب التي ورث بعضها واشترى بعضها الآخر حسبما يصف بـ “جوع السنين”، بالإضافة وجود زوجته وأبنائه الأربعة، أضاف: “كان لكل منهم نزاته، ومن حق كل واحد منهم أن يمارس حياته”.
روايات خيري شلبي كتبها في المقابر
هرب “شلبي” من كل هذا الزحام مستغيثا بالمكان الوحيد الناجي من هذا الصخب، رغم أن بعضها كان قد سكنه الناس، ودخلتها أجهزة الفيديو، لكن كانت لا تزال هادئة نسبيا.
أما الحوش الذي استأجره، فكان يملتكه بعض أقاربه أعطوه مفتاحه الخاص، بالإضافة على أنه تعلق بمقى شعبي مجاور للمقابر، كان يجلس بداخله فيشعر وهو يمتكله اليقين أنه عاد لمصر في عصورها الفاطمية أو المملوكية.
يجلس خيري شلبي على المقهي، يقرأ ويكتب طوال الليلة على أصوات زهر الدومينو و”قشاط” الطاولة، وصوت ورق الكوتشينة.
اعتاد الأديب الراحل مقابلة أصدقائه على المقهى، يدخن معهم النارجيلة ويتناول الشاي، بعدها يخلو بنفسه تماما في عزلة كاملة، يغلق باب الحوش، ويعود للكتابة أو القراءة؟
روايات خيري شلبي كتبها في المقابر
داوم “شلبي” على قراءة لمدة 10 ساعات والكتابة لمدة ربع ساعة، وكلما انسجم في القراءة، تشبع وخفتت رغبته في الكتاب، ولا يحركه تجاه الكتابة إلا الموضوعات التي تلح وتأكل في عروقه، لتخرج روايات خيري شلبي في النهاية بعوالهما الخاصة.
أكد الأديب الراحل في حواره مع “الأخبار” أنه اكتسب من عمله في الصحافة مهارة الكتابة في أي وقت، إذ كان يكتب أحيانا بعض الموضوعات التي تطلبها الصيحفة في أي وقت تشاء، لذا كان على استعداد تام أن كيتب ويبحث عن المصادر الأقرب للحقيقة ينهي الموضوع الصحفي الذي كُلف بكتابته.
روايات خيري شلبي
واعترف خيري شلبي، أنه عاش طوال حياته يكتب وعمل دون أن ينتظر شيئا، دون السعي خلف شيء، وظل 10 سنوات، يعمل بروح الفلاح المصري حتى وأن حرم من ثمرة عمله.
وأشار “شلبي” إلى أنه لم يكن يرغب من الكتابة سوى اكتشاف وجوده، أضاف: “أنا في الأصل صاحب تجربة روعتني، وأنا ملنزم إزاء نفسي وإزائها أن أعبر عناه في صدق وأمانة وشغف”.
كانت أول خطوة للنشر للأديب خيري شلبي في جريدة “المساء”، نشر له الأديب عبد الفتاح الجمل صفحة كاملة وبعدما توالى النشر من خلالها، كما فعل مع أدباء جيل الستينات، ثم انتقل “شلبي” للعمل في جريدة “الجمهورية” لمدة 3 سنوات بدون أجر، وبعدها عمل سكرتير تحرير بمجلة “المسرح”، ثم التحق بالعمل بمجلة الإذاعة والتلفزيون.
اقرأ أيضًا:
- النساء في حياة نجيب محفوظ.. لمزيد من التفاصيل اضغط هنا
- كيف سبب سلمان رشدي ازمة لنجيب محفوظ في مصر.. لمزيد من التفاصيل اضغط هنا