قدم جورج سيدهم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح الاسكتشات الفنية من تأليف حسين السيد وألحان محمد الموجي إلى أن ظهرت أولى حلقات أضواء المسرح ولاقت نجاحا كبيرا فأطلقت كلمة “ثلاثي” على أضواء المسرح ونجحت في تقديم تقديم اسكتش “كوتوموتو” وغيرها من الاسكتشات الكوميدية الخفيفة التي تعتمد على البساطة والتلقائية.
في رمضان عام 1962 قدم “جورج” مع الفنانين سمير غانم والضيف أحمد بإخراج محمد سالم فوازير رمضان. اعتمد “جورج” على مجهود الشخصي وتلقائيته بعيدًا عن النص المكتوب، حتى في موسيقى الفوازير اعتمد على أذنه الموسيقية لتلحين أغنياته مستخدما إيقاعات الوحدة ونص والمقسوم والملف والصعيدي والزار والسوداني وظلت بساطته وتلقائيته هي المفتاح الذي يتقرب من خلاله للجمهور.
بداية من عام 1972، بعد نجاحه في تقديم شخصية “الست” في اسكتش “الدكتور حنفي”، اعتمد في الفوازير على حكايات “ألف ليلة وليلة”، قدم جورج “شهر زاد”، و سمير غانم “شهريار” وقدمت أهم الشخصيات النسائية في التاريخ واستخدم “جورج” أكثر من عشرين باروكة.
وفي عام 1967 حكمت محكمة جنوب القاهرة على جورج وسمير غانم بمبلغ ألفين جنيه على سبيل التعويض لأنهما قلدا شخصية رئيس الوزراء الأسبق حسين باشا رشدي، فلجأ ابنه غالب حسين للقضاء يطالبهما بتعويض قدره خمسة وعشرين ألف جنيه لأنهما قدمها في فوازير رمضان صورة عن والده توضح أنه كان يعقد جلسات مجلس الوزراء في عوامة “منيرة المهدية” فقادم “جورج” بتجسيد شخصية “منيرة المهدية” وكان دائما يغازلها ويقوم بتصرفات اعتبرها المدعي خدشا وإهانة لشخصية والده وبعد موت الضيف أحمد أكمل “جورج” مع “سمير” لمدة عام واحد مستعينًا بخبراته.
وفي عام 1992، التقيا جورج وسمير غانم في حلقات المسلسل الدرامي “ألف ليلة وليلة” ليعرض في رمضان من إخراج هاني لاشين.
صدمة جورج سيدهم في شقيقه
كانت الصدمة الكبرى، افترض جورج حسن النية في شقيقه أمير سيدهم لكنه تسبب في ضياع مسرح “الهوسابير” مسرح الفرقة، الذي قصى فيه أجمل أيامه، اكتشف فجأة أنه “مرهون” بعدما جاءته مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص خارج الوسط الفني
وفي5 يناير 1997، أصيب الفنان “جورج” بشلل في الجانب الأيمن من جسده نتيجة جلطة في المخ. روت زوجته الدكتورة ليندا لجريدة “الأحرار” 1998، أن إصابته حجم الإصابة كان كبيرًا لدرجة أنها لامست مراكز عصبية كثيرة.
أمر محمد حسني مبارك بعلاج “جورج” في لندن على نفقة الدولة وقضى هناك خمسة أشهر في مستشفى “كرمول” تحت رعاية الأطباء وبعدها عاد لاستكمال العلاج في مصر حتى استقرت حالته ونقل لمنزله ليتلقى جلسات العلاج الطبيعي التي أشرف عليها الدكتور أسامة عبد الغني أستاذ المخ والأعصاب بطب عين شمس، وتحسنت الحالة تحسنا ملحوظا.
في عام 2001 زارت جريدة “الجمهورية” “جورج” والقت بزوجته (لمندا) التي عبرت عن تفاؤل “جورج” وعودته للعمل مرة أخرى، قالت: “ننظر على ما يمر به جورج سيدهم على أنه اختبار من الله وعلينا أن نتحمله بصبر”.
كانت الرسائل لا تتوقف من الجمهور إلى منزل “جورج”، وعروض رجال الأعمال لعلاجه في أي مكان العالم لم تجدي، لأن ما أصيب به جورج سيدهم عبارة عن تلف في بعض خلايا المخ وليس في يد أي بشر مساعدته، إلا بمعجزة من الله.
وعاني جورج سيدهم مع المرض طويلًا، لم يستطع استرداد حياته كما كانت مرة أخرى، بعد لحظة المكالمة الهاتفية، ليرحل في 27 مارس 2020.
اقرأ أيضًا:
– الوجه الآخر للفنان سمير صبري.. للتفاصيل اضغط هنا