كشف الرئيس محمد أنور السادات عن حبه وشغفه بالفن والسينما ولم تكن الحكاية سرا خافيًا على أحد.
كتب الرئيس السادات مقالا في جريدة “الجمهورية”، يقول: “منذ فجر شبابي وأنا أحس بميل شديد للفن والفنانين وخاصة التمثيل ولي في هذا المجال قصص كثيرة”.
التحق “السادات” بمدرسة “رقي المعارف” الثانوية في أوائل عام 1936، وشارك في الفرقة التمثيلية بالمدرسة، بعد أن اجتاز الامتحان أمام المشرف الذي كان ممثلا محترفا يشرف على فرقة المدرسة.
الرئيس السادات ممثلا مسرحيا
حكى الرئيس السادات أن المشرف على فريق التمثيل بالمدرسة، أحضر روايتين، الأولى درامية والثانية فكاهية، وأعطاه دورين، الأول في الدراما باسم “جيروم” والثاني في الرواية الكوميدية وجسد فيه شخصية مأذون اسمه “الشيخ عزيز”، قال: “وما زلت أحتفظ إلى اليوم بالبروجرام الذي طبع لهذه الحفلة وعليه صورتي”.
بعدما أدى”السادات” الدورين في حفلة المدرسة، قرأ إعلانا تطلب فيه الفنان أمينة محمد وجوها جديدة ليشاركوا في فيلم تقدم على تنفيذه باسم “تيتاوونج”، فتوجه إلى مقر الشركة الموجود في إحدى عمارات شارع إبراهيم باشا، والتقى بالفنانة أمينة محمد، روى :”واستعرضتنا جيئة وذهابا، وكنا أكثر من عشرين شابا، انتقت منا اثنين وطلبت من الباقين أن يرسلوا لها بصورتين إحداهما فاس والثانية بروفيل، ولم يكن هذا المطلب إلا زحولة”.
أرسل “السادات” صورته إلى مجلة “فصول” التي كان يصدرها الكاتب محمد زكي عبد القادر وتحت عنوان الفيلم الجديد كتبت المجلة:” نشرها في عدد الفصول الصادر في أول إبريل الماضي نداء عن فيلم جديد خطير تنوي السيدة عزيزة أمير إخراجه قريبا وطلبنا أن من يأنس في نفسه الرغبة واللياقة للتمثيل السينمائي أن يتقدم بمؤهلاته ليشترك في نوع التمثيل الكوميدي، فودفيل، استعراض، ولكنه يترك هذا للمخرج”.
نشرت مجلة “فصول” نص رسالة “السادات” وبياناته: “أنور السادات أفندي كوبري القبة شارع أبي وصيف رقم 4، أنا شاب متقدم للكبالوريا هذا العام، طويل، وسطي رفيع جدا، وصدري مناسب وسيقاني قوية مناسبة، لوني ليس كما في صورتي لأني أغمق من الصورة قليلا، والآن أصف لكم الجزء العملي، أنا متحكم في صوتي بمعنى الكلمة، فتارة تجدني أقلد صوت يوسف وهبي وتارة تجدني أقلد صوت أم كلثوم وهذه خاصية أظنها نادرة”.
الرئيس السادات يقلع عن التمثيل
بعدما أقلع الرئيس السادات عن هذه الهواية، التحق بالكلية الحربية، لكنه طرد من الخدمة بعد أربع سنوات، واعتقل عقب طرده مباشره، إذ أمضى سنتين وهرب من المعتقل، قال حسبما نشر في مجلة “صباح الخير” 1996: “وهنا كان علىّ أن أمثل فعلا أدواء حقيقية على مسرح الحياة، وأنا هارب حتى لا يقبض علىّ البوليس، مثلت دور سائق لوري، وجلست مع السواقين في ندواتهم، ضحكت معهم كما يضحكون، وتحدثت إليهم بما يحبون، حتى التدخين فقد أدخن نفس ما يدخنون وهي السيجارة الهوليوود”.