أول رواية كتبها الصحفي مصطفى أمين في حياته تحولت لفيلم “فاطمة” آخر أفلام كوكب الشرق أم كلثوم الستة، الذي أنتج عام 1947.
حكى” أمين” في حواره مع مجلة “الشبكة” اللبنانية، أن كوكب الشرق دخلت مكتبه في يوم من الأيام، وقالت له: “مصطفى أنا هعمل فيلم جديد وعاوزه قصة؟”، فرد: “توفيق الحكيم موجود في مكتبه بالدار، كلفيه يكتب لك القصة”.
كتب الأديب توفيق الحكيم القصة حسبما طلبت كوكب الشرق، لكنها لم توفق عليها، لأنها ملت الدور الذي كان من المفترض أن تجسده.
كان من المفترض أن تجسد شخصية جارية من العصر العباسي، وسبق أن جسدته في فيلمها الأول “وداد”، وكانت هي صاحبة الفكرة أيضًا، وأعدها لها الشاعر أحمد رامي.
أم كلثوم تجبر مصطفى أمين على كتابة قصة فيلم وترفض ما كتبه توفيق الحكيم
عادت كوكب الشرق إلى مكتبه، وطلبت منه أن يكتب لها قصة واقعية تناسب العصر، فسألها: “أكلم توفيق؟”، فردت: “لا تكتبها أنت”.
حاول “أمين” يعتذر عن كتابة القصة، لكنها أحضر الورق ووضعت أمامه “رزمة”، وقالت وهي تغادر الغرفة: “مش هتخرج قبل ما تخلص الرواية”. وأمسكت المفتاح في يدها.
بدأ “أمين” في كتابة القصة وما أن انتهى من كتابة صفحة، مررها من أسفل الباب، حيث كانت كوكب الشرق تجلس في الغرفة المجاورة، وكتب ملخص القصة أيضًا في ساعة. وعندما وصلتها الورقة الأخيرة، فتحت له الباب، وقالت وهي سعيدة:”قصة ممتازة فعلا”.
استشارت كوكب الشرق الدكتور عبد الحميد بدوي وزير الخارجية الأسبق وقتها، وقاضي محكمة العدل الدولية آنذاك، والدكتور حافظ عفيفي وكان رئيسا لمجلس إدارة بنك مصر، وبهي الدين بركات باشا، ووافقوا عليها بالإجماع.
وأثنى لطفي باشا السيد على القصة واقتنعت في النهاية.
مصطفى أمين يدخل سجن أم كلثوم الاختياري ليكتب رواية
كلفت كوكب الشرق “أمين” أن يكون مستشارا خاصا لكافة ما يتطلبه الفيلم، إذ طلبت منه أن يختار المخرج، فرشح لها أحمد بدرخان.
واختار الممثلين، وكان أولهم، أنور و جدي وسليمان نجيب وحسن كامل، كما أصرت كوكب الشرق أن يكتب “أمين” الحوار بنفسه، بل طلبت منه أن يحدد مواقف الأغاني، وحاول الاعتذار، لكنها قالت: “تذكر مواقف شخصية أثرت فيك عاطفيا”.
تذكر “أمين” صديقة أمريكية، جميلة، كانت تشغل منصب مدير مصرف، سألها ذات مرة:” هل لديك وقت غدا؟”، فردت:”نعم، فقال أريد أن أراك بعد غد؟، وبعد غد، ومن هنا وضع فكرة الأغنية ” حقابله بكره وبعد بكره”.
كما اختار “أمين” مناسبة الفيلم الدرامية لأغنية “أصون كرامتي من قبل حبي”، وهي إحدى قصائد الشاعر الرامي.
واعترف “أمين” في حواره، أنه كان في فترة السجن يجد الوقت والفراغ ليكتب الرواية، لكن بعد خروجه يستحوذ على وقته العمل الصحفي اليومي، أَضاف: “أول قصة كتبتها وراء القضبان، داخل سجن اختياري حرسه كوكب الشرق”.
اقرأ أيضًا:
- حادثة عمر خورشيد.. كواليس الليلة المفزعة في شارع الهرم (صور).. لمزيد من التفاصيل اضغط هنا
- خلافات هاني شاكر وكاظم الساهر بسبب أغنية نزار قباني.. لمزيد من التفاصيل اضغط هنا