وصل الرياضي الإنجليزي توماس أوستين إلى أستراليا ليبدأ حياة جديدة، لكن أمله خاب، وقضى أوقات فراغه في اصطياد الطيور والحيوانات خاصة الأرانب، هوايته المفضلة.
لم يكن داخل الدولة أي أرانب، لذا كتب “أوستين” لابن عمه ان يشحن له 24 أرنبا في حديقة “بارون بارك” بمدينة فيكتوريا.
قلد أصدقاء “أوستين” هوايته، وبدأوا يستوردون الأرانب من إنجلترا.
تكاثرت، وبدأت تنتشر بصورة كبيرة، وراجت هواية صيد الأرانب، إذ أصبح بمقدرة الهواة اصطياد 1200 أرنب في 3 ساعات ونصف فقط.
ساعد الطقس على تكاثر الأرانب بمعدلات كبيرة، سجلت معدلات أكبر من معدلات مواليد البشر.
هددت الأراضي الأسترالية بنفس الخضرة، لأنها بدأت تتغذى على جميع أنواع النباتات الموجودة وقتها.
الأرانب تهدد أستراليا
لم يكن للأرانب أي أعداء لتحفظ التوازن البيئي.
هددت الزراعة داخل الدولة، لذا خصص لها مركز باسم “مكافحة الأرانب”.
وبلغت تهديد الأرانب ناحية الزهور والورود والنباتات النادرة جدا.
حاولت الحكومة الاسترالية السيطرة على تكاثر الأرانب بمختلف الطرق، القتل وتفجير الجحور والتسميم، لدرجة أنها أدخلت فيروسيا معديا لإصابة الأرانب بالمرض.
نجحت فكرة أستراليا، وخلال ثلاث سنوات مات نحو ثمانين بالمئة منها، وانخفض العدد من 600 مليون إلى 100 مليون أرنب، لكن بعدها زاد التكاثر مرة أخرى.
اكتسبت الأرانب مناعة من الفيروس.
فرضت الدولة قوانيين ملزمة للحد من تربية الأرانب، ليتمكنوا من السيطرة على هذا الخطر. حسبما ذكر “بيل فاوست” في كتابه “أخطاء غيرت مجرى التاريخ”.
الأرانب حيوانات ضارية في أستراليا
صنفت الأرانب كحيوان ضاري مضر بالنظام البيئي، بداية من أواخر القرن الثامن عشر.
وسجلت ارتفاعا خطيرا، قدرت بالمليارات بسبب خطوة توماس أوستن الذي أدخلها إلى البلاد.
وتجاوز أعداها خلال عشرينات القرن العشرين إلى عشرة مليارات، إذ كانت أنثى الأرنب قادرة على إنجاب ما بين 18 إلى 30 أرنبا في السنة الواحدة.
حفرت الأرانب الأراضي الزراعية، وبدأت تنتشر في أنحاء الدولة، للحصول على الغذاء، واستطاعت التخلص من الأسلاك الشائكة التي وضعت لمنعها من التسلل والانتشار.
وصنعت أكبر سياح كهربائي في العالم بناء على قرار عام 1901، وانتهى تشييده عام 2007.
قدرت عدد الأرانب خلال عام 2018 حوالي مئتي ألف (200) أرنب.
هددت الأرانب طعام الحيوانات الأخرى، ماتت الخراف التي كانت تتغذي على ما تخلصت منه الأرانب.