كان من الطبيعي أن يكون الأديب نجيب محفوظ نجم وشخصية معرض الكتاب في دورته الـ21، بأرض المعارض، مدينة نصر، فهو صاحب جائزة نوبل للآداب، التي نقلت الأدب العربي من المحلية إلى العالمية.
حرص الرئيس محمد حسني مبارك وقتها، أن يكرم نجيب محفوظ أثناء افتتاحه معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكان التكريم للمرة الثانية، وتصدرت كتب الأديب الراحل أجنحة العرض بالمعرض، كما عُرضت الأفلام السينمائية المأخوذة عن أعماله الأدبية، الروائية والقصصية.
وشاركت فلسطين في هذه الدورة، للمرة الأولى، كدولة، ولاقت ترحيبا وتشجيعًا رسميًا وشعبيًا.
ندوة عالمية عن أدب نجيب محفوظ في معرض الكتاب
نُظمت ندوات لمناقشة تأثير “نوبل” على الأدب العربي، وتحدث فيها بعض المستشرقين، كان من بينهم الإنجليزي روجر أستاذ الأدب العربي بجامعة بنسلفانيا، الذي قال “لقد أصبح اسم نجيب محفوظ معروفا جدا في العالم الغربي”.
وأوضح، أن كل نسخ روايات “محفوظ” المترجمة إلى الإنجليزية قد نفذت من مدينة نيويورك بعد يوم واحد فقط من إعلان فوزه بالجائزة.
وتدخلت فاطمة موسى الأستاذ بجامعة الملك سعود، ولفتت إلى أنه دار بينها وبين المستشرقين في أدب نجيب محفوظ لقاء فكري في الرياض والولايات المتحدة الأمريكية، وهما روجر آلان وتر يفور لوجاسيك، وأكدا لها أنهما لا يحسنان فهم الأعمال الأخيرة لـ “محفوظ” قالت “نحن لم نحسن القيام بواجنا نحو نجيب محفوظ ونكاد نهمل الأعمال الأخيرة، ولا نقدم لها النقد الذي قدم لأعماله الأولى”.
وكانت مداخلة الدكتور عبد القادر القط، تلفت إلى أن نيل جائزة نوبل هي من قبيل الإنصاف للأدب العربي، بعدما كرس “محفوظ” نصرف قرن من حياته للقصة والرواية، لكنه قال “أرجو أن تسير الجائزة في اتجاهها الصحيح، فهي تقدير لتفوق الأديب، وليس تقديرا للأدب الذي يكتب فيه هذا الأديب”.
أما الدكتور لويس عويض، فأدبدى سعادته بفوز نجيب محفوظ بنوبل للآداب، وتمنى أن تنتشر كل أعماله المنقولة إلى الأوربية في أيدي رجل الشارع، قال بحسب جريدة “مايو” : “لأننا لا نريد من أدباءنا أن يصبحوا أدباء للمثقفين فقط، فالمهم أن يصبح أدب نجيب محفوظ متداولا، تللي هي أعظم جائزة تعطي للأديب”.
وتحدث روجر آلن، لجريدة “الوفد، وقال، أنه بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، كان يجلس بجوار ال الراديو، وسمع نبأ حصوله على الجائزة “عندما سمعت الخبر، لم أصدق أذني، حيث أنني أول من رشحته للجائزة، وفي الحال اتصلت بي وكالات الأنباء الصينية لعلمها بتلك الحقيقة، وأجريت يومها ست مقابلات صحفية وأحاديث إعلامية”.
وأوضح، أن فوز “محفوظ” بجائزة نوبل، فتح مشكلة ترجمة الأعمال العربية للغات الأجنبية، بالإضافة إلى مشاكل نشرها وتوزيعها في الخارج.
ندوة لمدة أربعة أيام في أولى أيام معرض الكتاب
وخصص في المعرض الذي سُمي “معرض نجيب محفوظ”، ندوة لمدة أربعة أيام موضوعها الوحيد “ندوة نجيب محفوظ” وشارك فيها من شتى أنحاء العالم، أدباء ومفكريين ومثقفين، تريفور يوجاسيك، وروجور آلن، وأميل جي، ومحسن الموسدي. وأشرف على الندوة الدكتور لويس عوض.
وتقرر مشاركة كل شخصية من هؤلاء بمدة لا تزيد عن 12 دقيقة.