في منتصف شهر يناير 1994 تقدم عدد من الراقصات لطلب لنقابة المهن التمثيلية، لتخصيص شعبة لهن داخلها، وعقد مجلس إدارة النقابة اجتماع خاص لبحث الطلب ومناقشته من كافة الجوانب، وانتهى الاجتماع برئاسة النقيب، برفض الطلب.
لم تتطابق شروط النقابة على الراقصات اللاتي تقدمن بالطلب، إذ اشترط القانون 35 لسنة 78 والمعدل بالقانون 103 لسنة 87 بضرورة حصول الأعضاء على مؤهل عال، وهو ما لم ينطق عليهن.
حاولت بعض الراقصات، الانضمام لنقابة الموسيقيين، بعد انضم عدد منهن، نجوى فؤاد وسفاء يسري ودينا ومنى خالد ومرفت بدر.
وتلقت الراقصات دعم من الفنانتين، سهير زكي وتحية كاريوكا.
رفضت نقابة الموسيقيين طلبهن أيضًا.
فيفي عبده تقود الراقصات لإنشاء نقابة خاصة لهن
وجهت الفنانة فيفي عبده دعوة لكل راقصات مصر لحضور اجتماع عاجل في أحد الفنادق الكبرى.
حضرت الاجتماع 170 راقصة وأبدت فيفي عبده غضبها، ورفضت اعتبارهن “نكرات”.
واعتبرت النقابة، أنها لا تفعل سوى التحصيل الأموال منهن. وقالت نجوى فؤاد، أن النقابات تتعامل معهن بوجهين، يجب عليها إما أن تقبلهن وتحصل منهن الأموال، أو تتوقف عن تحصيل الأموال.
قررن إنشاء نقابة، وكُلفت الفنانة دينا باتخاذ الخطوات الفعلية لإشهار النقابة، وتولى محام شهير تجهيز الأوراق.
استشعر المسئولين بحسب جريدة “القاهرة” 2001، جدية الموضوع، فتم استدراجهن للتنازل عن الدعوى، مقابل أن يدرس الملحن حلمي أمين “نقيب الموسيقيين” عمل شعبة خاصة للراقصات الشرقيات ضمن شعب النقابة.
حدث أن قام فتحي عبد العال، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، بضمهن للنقابة في نهاية عام 1995، فهدأت الأمور خاصة وأن الانضمام كان في سرية تامة.
وقدمت الراقصات دعما لصندوق النقابة بالإضافة لرسوم العضوية وصندوق المعاشات والزمالة وكافة المتطلبات الأخرى.
فيفي عبده تهدد بمناقشة أزمة الراقصات داخل مجلس الشورى
تسرب الموضوع وقامت الرقابة على المصنفات الفنية برفع دعوى قضائية ضد النقابة خوفا من استخراج بعض الراقصات لكارنهيات العضوية في أعمال غير مشروعة، خاصة أن هناك ضغوطات تعرض لها مجلس إدارة النقالة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة، بعمل لائحة خاصة بهن وإدخال شعبة جديدة أطلق عليها “شعبة الراقصات”.
دخل الكاتب الساخر محمود السعدني في الأزمة، وسخر من انضمام الراقصات للنقابة وكتب “السجن أحسن له من أن تكون زميلته بالنقابة راقصة”.
ورفض الشاعر فاروق جويدة الأمر أيضًا، وكتب يقول، أن الموضوع يسئ لسمعة مصر ثقافيا وأخلاقيا “كيف تقبل نقابة الصحفيين والإعلاميين قبول الراقصات!”.
دخلت فيفي عبده في الأزمة، خاصة وأنها كانت تترأس الشعبة بالنقابة، وهددت بطرح الموضوع داخل مجلس الشورى.
وبعدها انتهى الأمر تمامًا، فقدن الأمل في تحقيق حلمهن بالانضمام لأي نقابة.