موت وائل الإبراشي يذكرنا، بنهاية فترة التسعينات، التي فتح فيها ملف الفنانات وعلاقتهن بالسياسة، وكانت من بينهن الفنانة السورية ميادة الحناوي التي اتهمت بالتجسس على مصر لصالح سوريا بتأكيدات قالها وزير الداخلية الأسبق نبوي إسماعيل، حيث أكد أنه الأجهزة رصدت مكالمات بينها وبين مصريين تسأله فيها عن الأوضاع الأمنية.
تواصل “الإبراشي” مع “الحناوي” لتكشف له حقيقة ما يتردد عن علاقتها بالسلطة واستخدامها من قبل مسئول سوري كبير لجمع المعلومات تحت ستار الفن، وانطلقت في حديثها، من أنها كانت لا تزال في السابعة عشرة من عمرها، ولا يمكن أن أن تسند لها هذه المهام أبدًا.
وحكت الفنانة السورية، أنها التقت بالفنان محمد عبد الوهاب في سوريا للمرة الأولى عن طريق صديق مشترك لها ولعائلتها، استمع لصوتها وأعجب به، فشجعها للمجيء إلى مصر. قالت لـ “روز اليوسف” : ” كانت بدايتي بسيطة، جئت بصحبة والدي وأخي، أي أنني كنت تحت رقابة عائلة وفقا لتقاليدنا الشرقية”.
موت وائل الإبراشي يذكرنا بقضية ميادة الحناوي
اعترفت ميادة الحناوي، أن الصديق الذي عرفّها بموسيقار الأجيال كان مسئولَا كبيرًا في سوريا، يعمل وزير وتربطه علاقة وطيدة بـ “عبد الوهاب” وزوجته نهلة القدوسي، وبعد توطد علاقتها بهم، تبادلا الزيارات، لذا تنفي أن يكون لها صلة بهذه الشائعات “إذا كنت أنا جاسوسة وفقا لكلام واتهامات الوزير الأسبق نبوي إسماعيل إذن نهلة هي الأخرى جاسوسة”.
وطلبت “الحناوي” أن يظهر من يتهمونها بالتجسس على مصر المكالمات الهاتفية التي يردد “إسماعيل” انه رصدها “من حقي أن أعرف، ومن حق الناس كلها بصفتي مطربة مشهور أن تعرف الملف الأمني لفتاة عمرها 17 عاما، هل يعقل أن أتجسس على مصر التي أحبها، وإذا كنت جاسوسة هل يقول أن يدعوني صفوت الشريف إلى مصر؟”.
مُنعت المطربة السورية من دخول بشكل نهائي وقت التوترات بين مصر وسوريا، كما تعرضت لعملية ترحيل صعبة أنقذها منها الموسيقار محمد الموجي والفنان فايزة أحمد عام 1977، قالت “جاء ضابط إلى منزلي وأبلغني بقرار ترحيلي فورا إلى مطار بيروت حيث كان الطيران متوقفا بين مصر وسوريا، هانت على نفسي وبكيت وشعرت بالانهيار والفزع فمطار بيروت كان مستهدفا للحرب الأهلية اللبنانية”.
هاتفت “ميادة” الفنانة فايزة أحمد، قبل أن يصطحبها ضابط الشرطة إلى المطار، وهددت “فايزة” نبوي إسماعيل إذا تم ترحيل “ميادة” ستغادر هي مصر أيضًا، ومع ذلك اصر الضابط على اصطحابها للمطار “فوجئت بهم يستجوبونني في المطار عن علاقاتي بمسئولين سياسيين سوريين ثم تركوني وعرفت أن الموجي هو الذي توسط لإنقاذي، وعدت إلى شقتي في الزمالك”.
في حوارها مع الصحفي وائل الإبراشي وقتها، استشهدت ميادة الحناوي بالفنان محمد سلطان زوج “فايزة”، لتؤكد صحة روايتها التي نفاها “إسماعيل”.
بعدها بثلاثة أسابيع، غادت “الحناوي” مصر لزيارة والدها المريض، وفور عودتها منعوها من الدخول وعادت على نفس الطائرة دون أن تفهم شيئًا، وفور عودتها اعتزلت كل شيء وأغلقت غرفتها ومرضت عشرة أيام “شيء مفزع أن تجد نفسك متهما بالتخابر وهي تهمة ملفقة”.
محمد عبد الوهاب لا يبكي لأحد
ونفت المطربة السورية، أن يكون محمد عبد الوهاب قد بكى أمام نبوي إسماعيل ليمنعها من دخول مصر “كيف يبكي الكبار، ولا أتصور أنه فعل ذلك من أجل بنت عمرها 17 سنة”.
وتوقعت أن يكون من طلب بمنعها من دخول مصر هي نهلة القدوسي زوجة موسيقار الأجيال وتساءلت “لا أدري ماذت فعلت لعبد الوهاب حتى اتهم بخراب بيته”.
وأكدت، أنها تركت منزل “عبد الوهاب” لأسباب شخصية تتعلق بزوجته.
ميادة الحناوي ترفض الاتهام بالاستجداء لدخول مصر
رفضت الفنانة السورية، أن تتهم بأنها استجدت وزير الداخلية المصري حسن أبو باشا عام 1983، برسالة طلبت فيها أن تعود لمصر، وفسرت الأزمة، بأنها عبرت عن شعروها وقتها وقالت في الرسالة “إنني أعيش أزمة نفسية أخشى أن تؤثر على مستقبلي الفني ولن تزول إلا إذا وجدت الفرصة لأعود إلى القاهرة لأرد بعضا من الجميل لشعبها الذي أعطاني الأضواء والشهرة، لو كان لي جناح مثل الطير لما توانيت في الرحيل إلى بلدكم، ولكن يبدو أن هناك من يسعده أن يقص ريشي من وقت لآخر ويحول دون حصولي على تصريح دخول أرض مصر الحبيبة”.
وناشدت “الحناوي” وزير الداخلية أن يفصل بين العلاقات السياسية بين الدول وبين الروابط الشعبية التي لا تنقطع أبدا، وفي الختام قالت “لا أتصور أنه في عهد مبارك الذي فتح صفحة جديدة مع العرب وأوقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية وفي عهده تمارس الحرية والديموقراطية أن يظل قرار مفعوله ساريًا رغم تغير الظروف”.