شُغل الكاتب والروائي أحمد مراد، منذ صغره بأسئلة كبرت معه، اشتد عودها مثلما استد عوده، ظلت في رأسه، وأعيد طرحها مرة أخرى، بصيغة أفضل.
في كتابه “القتل للمبتدئين” سرد، الأسئلة التي شغلته، قال “كانت تطرق الأسئلة رأسي طوال ساعات اليوم، حالة تفكير مفرط، تتكرر فيها كلمة لماذا؟، بشكل مزمن، حلقة متصلة لا تنتهي: لماذا انقرضت الديناصورات؟ لماذا يستطيع جدي فقط خلع أسنانه ووضعها في كوب ماء بجانب سريره؟، لماذا أستيقظ في كل يوم قرب الفجر”.
احتراف الكتابة، طوّر الأسئلة التي شغلته، بدأت تلح في ذهنه أسئلة تحتاج لأجوبة عاجلة، لماذا لا يوجد تعريف مثالي لما يجب أن يكون عليه الكاتب؟ هل عليه أن يدرس؟ هل هناك معادلة عليمة عليه اتباعها؟ وما الذي يجب أن يقرأ بالضبط؟
صدر حديثًا عن #دار_الشروق
🔴 كتاب “القتل للمبتدئين” للكاتب أحمد مراد
🔹️ متاح في جميع فروع مكتبات الشروق والمكتبات الكبرى
يمكن الحصول عليها أونلاين من هنا: https://t.co/7Tqpo8fAW4@Dar_elShorouk#القتل_للمبتدئين #جديد_دار_الشروق #أحمد_مراد pic.twitter.com/aoPzr07KFL— Ahmed Mourad (@Ahmed_Mourad) January 9, 2022
مراجعة كتاب “القتل للمبتدئين” للروائي أحمد مراد
روى “مراد” أنه سمع ذات مرة، المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، في أحد اللقاءات، يحكى عن مشاهدة الأفلام السينمائية في طفولته، وكيف شعر أنه لا يمكن أن يصنع فيلما مثل الأفلام التي يشاهدها.
انطلاقًا من هذه الحكاية، يثبت الروائي المصري، أن الكاتب أو الفنان يجب عليه اختبار نفسه، تساءل “تخيل إذا لم يقرر مارتن سكورسيزي اختبار نفسه يوما؟”.
ولفت، إلى أنه نشا في حي السيدة زينب، الغني بالأحداث والشخصيات الثرية والمثيرة. حي يعيش فيه الحكام والنبلاء، يُدك بالمدافع أثناء ثورتي القاهرة ضد الاحتلال الفرنسي، يصفه “كان يشبه مدينة فينيسيا بإيطاليا، يمر نهر النيل في منتصفه، في خليج مصري بديع محفوفة ضفافه ببيوت تصل بينها قناطر صغيرة، تتوسطه مدرسة السنية، أقدم وأعرف مدرسة للبنات في مصر”.
ويروي قصة اكتشافه لنادي الفيديو، الذي كان بمثابة كنز للأفلام العربية والأجنبية والهندية والمسرحيات. شعر وقتها بتدفق فني مباغت “بخلاف إفلاسي الدائم ونفاد المصروف اليومي، زاد التصاقي بالتلفزيون، مما ضاعف فرصة ارتدائي نظارة نظر، وتأثر تركيزي في الدراسة التي لم أكن من معجبيها في الأساس، واستغراقي في الفرجة على الأفلام بمعدل فيلمين إلى ثلاثة في اليوم”.
أحمد مراد يكتشف برنامج “العلم والإيمان” للدكتور مصطفى محمود
عام 1988 أكتشف أحمد مراد، برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود، وهو البرنامج الذي حفز خياله وفضوله، من خلال تقديم النظريات العلمية الحديثة والاختراعات الجديدة، يقول “شاهدت من خلاله أفلاما تسجيلية بها قصص مثيرة تتحدث عن تجميد جسد الإنسان الميت في نيتروجين سائل، حلقات وثائقية عن الغابات والقبائل البدائية التي تأكل البشر”.
أثار البرنامج فضول “مراد” تجاه حديقة الحيوان، أصبحت رحلته المفضلة، لكنه الفيل كان حيوانه المفضل، كان ذلك سببًا في أن يكون اسم روايته الثالثة “الفيل الأزرق”، يعترف “اخترت لها اسم الحيوان الذي أثار مخيلتي صغيرًا، وصبغته باللون الأزرق الذي يشير إلى الغموض والرعب”.
خلال كتابة الرواية، اكتشف أهمية التاريخ الذي عرفه عن حكايات الحي العتيق “السيدة زينب”، بجانب حكايات الطفولة، فقد استدعى قصة قديمة مؤلمة حدثت عام 1986، عن أحد أقدائه يدعى “شريف”، كان يعاني من فصام ارتيابي حاد، يتوهم معه أن والدة “مراد” تضع له السم في الشاي، وأن الكون يتآمر عليه ليفشل. توفى “شريف” في سن الـ18 سنة بعدما سقط من الدور الرابع “اعتقدت أنني نسيت القصة، نهاية مأسوية ظننت مع مرور الوقت أنني سأنساها”.
استحضر مراد شخصية “شريف” في “الفيل الأزرق” وهو يكتب عن شخصية “نائل”، وبعدها زار مستشفى الأمراض العقلية، عنبر 8 غرب، للتعايش مع الشخوص والجدران، وتقديم عالم كامل بطله يدعى يحيى راشد.
شخصيات “لوكاندة بير الوطاويط” للروائي أحمد مراد
بعد 8 سنوات، أعاد أحمد مراد تشكيل شخصية “شريف” في رواية “لوكاندة بير الوطاويط” في هيئة محقق جنوب ارتياب حاد وهو “سليمان السيوفي”.
كان لجد “مراد” الفضل في كتابة رواية “تراب الماس”، فقد كان له قطعة أرض في حي السيدة زينب، مكانها دار الهلال حاليا، مزروعة ورد، ويملك جده ماكينة تقطير لصناعة زيوت الورد الخام “مما أوحى لي يوما بمهنة الزهار في الرواية”.