في حديقة قصر القبة، ليلة الأربعاء من عام 1947، بدعوة لحفل عشاء، من الرئيس محمد أنور السادات حضر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
دعوة عشاء في القبة
قبل هذا الحفل بأسبوع، غادرت المطربة الأمريكية بيرل بيلي القاهرة، هو ما استغله الفنان سمير صبري في تقديم الراقصة سهير زكي على خشبة مسرح “القبة”.
الأعمدة الفرعونية تشغل المسرح، يجاورها معبد قديم، وزهور اللوتس كأنها تسبح فوق ماء النيل. بعد دقيقة من عزف الموسيقى الشرقية، دخلت “سهير” تتمايل كالفراشة والابتسامة تملأ قسمات وجهها، ما أن تنتهي من وصلة فنية، فتبدأ الأخرى، تغير أزياؤها، تمسك بعصا شرقية، تقدم رقص “أولاد البلد”، تطير كالفراشة، من المسرح لترقص أمام ضيوف الصف الأول. يبتسم “نيكسون”، فتعود لخشبة المسرح، ليصفق الجمهور.
لم يكن أحد يعلم، متى ستنزل من على خشبة المسرح؟ متى ستنهي رقصتها، تجاوزت الزمن المحدد، تخطت تحذيرات الالتزام بالوقت المحدد “احتفظت لنفسي بها، خشيت أن أبوح لأحد فيقولون لي إياك، وقوبلت اللحظة بسعادة من الضيوف”.
رقصت 22 دقيقة، تخطت الزمن المحدد بـ12 دقيقة، قالت “كانت فرصة العمر أن أرقص لأكثر من 500 مليون في أوربا وأمريكا سيشاهدون الحفل عبر الأقمار الصناعية”.
نجوى فؤاد ترقص في قصر القبة
أجرت مجلة “الشبكة” مقابلة مع الراقصة سهير زكي، التي عبرت عن سعادتها بالرقص أمام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، قالت “كنت أنا وزميلتي نجوى سفيرتين للرقص أمام أعظم رجال في العالم، والرئيس الأمريكي ضيف رئيسنا المنتصر أنور السادات”.
قبل وصول “نيكسون” بثلاثة أيام، علمت “سهير” عن طريق المشرف على المنوعات محمد سالم، أنا ستقدم الحفلة الفنية في تلك الليلة، فاشترت بدلتين جديدتين للرقص “اخترت اللون الأخضر لأنه لون مصر، واخترت اللون الأسود لأنه يليق مع الترتر الفضي، كما أنه يوحي بالاحتشام في الرقص البلدي”.
كلفت الفساتين 200 جنيه ثمنا للقماش والترتر واللولي “أعطيتهما للترزي الخاص بي، عمل ليل نهار يلنتهي منهما في الموعد المحدد”.
انشغلت في طريق العرض، كيف ترقص أمام كل هؤلاء؟ نال منها الأرق “كنت متعبة وأنا أجري البروفة”.
سهير رقصت أمام الملوك
لم تكن المرة الأولى التي ترقص فيها “سهير” أمام الرؤساء أو الشخصيات السياسية، سبق وأن رقصت أمام الرئيس بورقيبة، والملك الحسن، والملك حسين، قالت “أما نيكسون فهو أول رئيس أمريكي يزور مصر له طعم خاص ورهبة خاصة”.
بعدما انتهى حفل “نيكسون” انصرفت، وهو ما دفع “سالم” إلى لومها لوما شديدا لأن الرئيس نيكسون صعد إلى خشبة المسرح ليهنئ الفرقة القومية للفنون الشعبية التي قدمت 3 رقصات، أروعها أفراح العرب، وصافح أحدهم والتقطت لهم الصور، وكان السادات سعيدا بهذه اللافتة”.