قبل أن يغادر صلاح جاهين الحياة في 21 إبريل 1986، قضى ستة أيام في مركز الإنعاش بمستشفى “الصفا”.
دخل “جاهين” في حالة غيبوبة تامة، مساء يوم الأربعاء 15 إبريل 1986، ولم يفق حتى وفاته، وذلك بعدما أفرط في تناول الأدوية المتنوعة ليخفف آلامه، دون أن يستشير أحد الأطباء، حسبما شرح الدكتور عدلي الشربيني، رئيس قسم التخدير والانعاش بطب القصر العيني آنذاك، قال لـ “الأهرام” 22 إبريل 1986 “نتج عن هذا الإفراط هبوط حاد في قلبه المريض أصلا، بالتالي تعطلت خلايا المخ عن تلقي القدر الكافي من الأوكسجين الوارد إليها عن طريق الدم”.
وأجرى مركز السموم بجامعة عين شمس تحليلات عديدة لـ “جاهين” لمعرفة نوع الأدوية التي كان يتعاطاها بمفرده، وثبت أن معظمها لا يفرزه الجسم عن طريق الكلي أو غسل الدم، إلا بكميات ضئيلة للغاية.
ولم يستطع مراكز الأبحاث العالمية التي تم التواصل معها من مركز سموم جامعة عين شمس، إنقاذ حياته، حتى مع البروتوكولات الطبية التي نُفذت.
آخر كتابات الشاعر الراحل
كانت أغنية “خضرة” آخر ما كتبه الشاعر الراحل “جاهين”، وأعطاها للموسيقار لهاني شنودة ليلحنها، لكن رئيس الإذاعة وقتها، فهمي عمر، أعطاها لمحمد الموجي.
روى “عمر” لـ “الأهرام” 1986، أن “جاهين” قرر أن تكون الكلمات أغنيتين، واحدة يلحنها “الموجي” والأخرى يلحنها “شنودة”، قال “وكان طلبه قبل أن يدخل المستشفى بساعات أن يحضر تسجيل للمطرب محمد ثروت للأغنية”.
قبل دخول صلاح جاهين مستشفى “الصفا” بنصف يوم، تحدث مع سامية صادق رئيسة التلفزيون، وكان صوته متغيرًا فسألته عن ذلك، فرد “كنت بكتب لحد الساعة 6 الصبح، وأول ما جيت أنام حفيدتي طلبت مني أقعد معاها لحد ما تروح المدرسة”.
وتذكرت “صادق” كواليس تسجيل أغنية “مامتي يا ماماتي”، وقالت، أنه كان حريصًا على حضور تسجيل الأغنية كاملة، وقضى 24 ساعة متواصل في أستوديوهات التلفزيوني حتى ينتهي من التسجيل والعملية الفنية للأغنية، وكان يتدخل بنفسه في المكساج وتقطيع المشاهد.
وكتب صلاح جاهين قبل وفاته، استعراض للفنانة نيللي على أن يخرجه رحمي.
تشييع الجنازة
شُيعت جنازة صلاح جاهين، في 21 إبريل 1986، بوفد من الرئاسة أناب عن حسني مبارك، وكان رئيس مجلس إدارة الأهرام آنذاك، إبراهيم نافع في مقدمة الجنازة، ورافقه محمد عبد القادر حاتم وأحمد هيكل وزير الثقافة وعاطف عبيد وزير شئون مجلس الوزراء وقتها، وزكي بدر وزير الداخلية، وسعد الدين وهبة نقيب السينمائيين، وعبد الأحمد جمال الدين رئيس اتحاد النقابات الفنية، بالإضافة لعدد من مجالس إدارات وتحرير الصحف والمجلات، وعدد من الفنانين والصحفيين.