ينظم مهرجان القاهرة للأفلام السينمائية القصيرة حفل تكريم للفنان أحمد كمال، في الأربعاء القادم 23 ديسمبر القادم، بمسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية.
الانحياز للفن
ينحاز الفنان أحمد كمال، إلى لغة “الفن” بعيدًا عن لغة الصناعة، يقول “أنا مع لغة الفن، لغة الصناعة تقدم الشخص بصفته نجما، بمبدأ التسويق، أما الفن، إما ممثل أو لا ممثل، وعندنا نجوم كتير مش ممثلين، وده موجود في العالم كله”.
النجم بمبدأ الصناعة في الفن، الذي تتوفر لديه مقومات الوسامة والقدرة على جذب الجمهور، سواء ممثلة أو ممثل.
أوضح “كمال” في برنامج “التاسعة” على شاشة قناة “الأولى” أن الفنان الوسيم الذي يعمل بمبدأ الصناعة، قد يدور عليه الزمن، ويحل مكانه ممثل آخر بعد تقدم عمره، إذا لم يتطور أو يتحسن مستواه الفني.
استشهد في حواره بالفنانة فاتن حمامة التي تجمع بين الجمال وبراعة التمثيل، وحكى اللقاء الأول الذي جمع بينهما في فيلم “يوم حلو ويوم مر”، وتعمد وقتها أن يمتد اللقاء بينهما لساعات طويلة “أول مرة كانت بروفة ملابس، وكنت رايح خايف، بتقابل تاريخ السينما المصرية، وبتشتغل بالمدرسة اللي أنا بحبها اللي هي الداخلية أو الإحساس الداخلي”.
قدمت الفنانة الراحلة في “يوم حلو ويوم مر” شخصية “الأم” وتعرضت لمواقف أثناء التصوير لأول مرة في حياتها، إذ صورت بعض المشاهد في شوارع “شبرا” بين الناس دون أن يعرفوها.
واعترف أحمد كمال، أنها كانت الأكثر التزاما في فريق العمل “بتيجي قبلنا كلنا، أول واحدة تيجي قبل الفنيين، مذاكرة، كانت رائعة”.
أثناء الفيلم، اختلفت مع المخرج خيري بشارة في وجهة نظر لكنها، امتثلت له بصفته مخرج العمل “طبعا يا سيدي، إنتوا الأكاديمين، حاضر”.
ويبدي “كمال” تخوفه من كارثة ظاهرة الفنانين “اللي بيمثلوا ويخرجوا ويألفوا، وفاهمين في كل حاجة، كارثة قومية، أي ممثل ولو كان مشهور أو نجم، يبقى جاهل، كل له تخصصه”.
القانون هو الوقت
يعتقد “كمال” أن الجمهور العادي لدية القدرة على كشف الممثل وقراءته بشكل فطري وطبيعي، لكنه كمدرب تمثيل وكممثل تكون قدرته وخبرته أكبر على كشف الممثل، يقول “الوقت هو اللي بيوضح الفنان، القانون هو الوقت، في فيلم ريش جابوا ممثلة من الصعيد وسألوني عن رأيها، قولت هحكم عليها بعد 5 أفلام، وأيام ما كنت بدرب كان بيجيلي ناس يبان عليهم موهوبين لكن مع الوقت كل ذلك يختفي، والعكس”.
ويؤكد، أن التجربة والتدريب ومع الوقت يكتشف الشخص موهبته من عدمها ” لكن ممكن يبان من اللحظة الأولى الموهبة، أحمد مالك كان بيتدرب معايا من مرحلة الإعدادية، طفل، لكن حسيت إن هو وبيتدرب معايا، قولتله، الرحلة صعبة جدا لو كملت، قدمت هذه النصيحة لأحمد الفيشاوي وروبي وعمرو عابد، هم موهوبين، لكن ديما بقول، الاجتهاد والمثابرة والاستمرارية هم الحكم”.
وفسّر نجاح الفنانة روبي، أن تلقائيتها وروحها تشبه الفنانة منة شلبي، فلو افتقدا هذه الروح “لو مثلنا في الحياة مش هنعرف نمثل أمام الكاميرا”.
كواليس فيلم الكيت كات
تذكر الفنان أحمد كمال كواليس تصوير فيلم “الكيت كات” إخراج داود عبد السيد، الذي شارك فيه مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز.
قال “كمال”، أن الفنان محمود عبد العزيز كان يحاول أن يقلد “ضحكته” أو يؤدي جمل، اعتاد أن يقدمها في أفلام أخرى، لكن المخرج داود عبد السيد، رأى أنها خارج سياق تكوين شخصية “الشيخ حسني” وخارج إطار القصة، فكان يرد “يا دواد الفيلم تقيل، عاوزين نخففه شوية”.
الفنان الراحل اعترف لـ “كمال” أن الفيلم من تيمة أفلام المثقفين “قالي أنا، كان شايف الفيلم فيلم مثقفين، أنا وداود وأنسي وراجح داوود، والفيلم هيقعد في السينما أربع أيام وهتشوف، وكان حابب يخلي الفيلم كوميدي، لكن داود عبد السيد كان ذكي، وأي فنان لازم يتوجه أي كان اسمه”.
محمد رمضان موهبة
تحمس “كمال” للتعاون مع الفنان محمد رمضان في عمل درامي قادم عام 2022، لوجود المخرج محمد ياسين الذي يثق فيه وفيما يقدمه، بجانب أن “رمضان” يقدر المخرج الأستاذ الذي يتولى إخراج العمل، خاصة وأنه موهبة كبيرة بلا شك.
رفض العديد من الأعمال السينمائية خلال فترة كورونا، وصل لـ32 عمل، لكنه وافق على فيلم مروان حامد لأنه يؤمن بقدراته، وشارك معه في فيلم “كيرة والجن”.
يرى الفنان أحمد كمال نفسه “باحث في التمثيل”، لأنه ينشغل بمسألة التدريب والتمثيل “أنا الممثل باحث في التمثيل”.
البداية
تخرج “كمال” من كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم التاريخ عام 1980، وحصل على جائزة الممثل الأول عن دور “شيلوك” في مسرحية “تاجر البندقية” إخراج فهمي الخولي.
كان أول عمل مسرحي احترافي يشارك فيه “الغرباء لا يشربون القهوة” أخرجه للمسرح المتجول أسامة أنور عن نص مسرحي لمحمود دياب.
في حواره لجريدة “الأهالي” عام 1986، سرد الطريقة التي يعتمد عليها في أدائه التمثيلي، قال “اعتمد على وجهة نظري كممثل في الشخصية التي أمثلها وهي تنبع أصلا من رأيي في الحياة وقضايا الناس والمجتمع وهذا لا يعني أنني ألغي الصدق ولكنني أجسد كل ذلك في مخيلتي وطالما عاش الممثل بالشخصية المجسدة فهي تصل بصدق من خلال وعيه وخبرته وثقافته”.
التحق لمدة 4 سنوات بورش تدريبات للمثل تحت إشراق نبيل منيب بعد عودته من بعثته في فرنسا عام 1979، واطلع على عالم المؤلف المخرج برتولد برخت، واهتم بموقفه النقدي ورؤيته لدور الممثل في المسرح، واستفدت من “ستانسلافسكي” في كيفية دراسة الدور والإلهام المدروس، قال لـ “موقع القصة”: “ستانسلافسكي هو المصدر الأول لكل الأبحاث التي تناولت فن الممثل وكل الممثلين في العالم تلاميذه”.