زار رئيس الوزراء عاطف صدقي الأديب نجيب محفوظ في منزله، في 16 أكتوبر عام 1988، ليحتفي بحصوله على جائزة نوبل للآداب، وينقل له تهنئة الدول العربية والأجنبية.
أثناء الزيارة تقرر إقامة تمثال نجيب محفوظ بمكتبة القاهرة، وذلك في حضور رئيس الوزراء ووزير الثقافة فاروق حسني آنذاك، الذي أكد أن الجائزة ستسهل حل مشكلة التعريف بالأدب المصري في العالم في ظل صدور ترجمات من الهيئة العامة للكتاب.
أثناء الزيارة أعلن “حسني” أن الوزارة جهزت حفل لتكريم الأديب العالمي يحضرها حسني مبارك، على أمل أن تليق بالحدث العالمي.
قبل الزيارة بيوم، كان فاروق حسني قد اجتمع بلجنة في وزارة الثقافة، واتفقت على طبع الأعمال الكاملة لأديب نوبل في طبعة شعبية، بالإضافة إلى كتاب تذكاري يشارك فيه عدد من كبار المفكرين والأدباء، بجانب تنظيم ندوات في بعض العواصم العالمية، في المركز الثقافي بباريس، والأكاديمية المصرية للفنون في روما، كما خصصت سينما كريم أسبوع عن أفلام “محفوظ”، وبعض المسرحيات القصيرة التي ألفها “محفوظ”.
زيارة قصر عابدين
وزار أديب نوبل، نجيب محفوظ، قصر عابدين وسجل اسمه في سجل الزيارات، وكتب كلمة شكر لمحمد حسني مبارك ردًا على رسالة الشكر التي أرسلها له بعد إعلان حصوله على الجائزة.
واستقبل رسالة من رئيس مجلس الشعب، رفعت المحجوب، قال فيها “الأستاذ نجيب محفوظ، باسم أعضاء مجلس الشعب، أبعث إليك أخلص التهاني وأصدق الأمنيات بحصولك على جائزة نوبل للآداب، هذا التكريم الذي صادف أهله، وتوج أعمالك وانجازاتك الرائعة وهو أيضًا تكريم لمصر كلها”.
رسالة موسيقار الأجيال
أما الموسيقار محمد عبد الوهاب، فقد هنأ نجيب محفوظ من خلال برقية كتب إليه يقول “لقد عرفت جائزة نوبل الطريق إليك في شهر أكتوبر، شهر العبور، وبذلك عبرنا بالفن إلى العالمية عن طريق تمسكك بمصريتك في فنك، فمرحبا بالجائزة وبمستحقها، وبالإعلان عن مصر وإنسانيتها، وعلينا جميعا أن ندرك أن الفن سلاح، بل أنه أمضى الأسلحة وأنه وجه يستطيع أن يشد الأواصر ويؤلف بين القلوب”.
صعوبة السفر
في اليوم نفسه، 15 أكتوبر، وسط مندوبي القنوات والصحف العربية والمصرية والعالمية، أبدى أديب نوبل صعوبة السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة بنفسه، قال “لم أسافر إلا ثلاثة أيام إلى يوغوسلافيا وثلاثة أيام أخرى إلى اليمن، وكان سفرا اضطراريا ولذلك لا أعتقد أنني سأستطيع السفر لاستلام الجائزة”.
وأبدى اقتراحه بأنه قد يرسل ابنتيه، أو يفوض السفير المصري، لكنه أجل القرار “المرض يمنعني، لكن عندما يقترب الموعد سأخبركم بقراري النهائي” حسب جريدة “الأهرام” 1988.