“تعرفت على العقاد وأنا في سن صغيرة وتأثرت به كثيرا، وأخذت عنه صفتين، علمني القراءة والكتابة والاعتزاز بالكرامة، وكان يشرح لي كل ما يصعب علىّ فهمه، فقد كان يعطيني الكتاب ويطلب مني وضع شرطة تحت الكلمات والمعاني الصعبة ليشرحها لي، وانقطعت صلتي به بعد دخولي السينما، لكني كنت أتصل به في المناسبات”. روت الفنانة مديحة يسري كواليس علاقتها بالأديب عباس العقاد في حوارها لجريدة “الأهالي” عام 1994.
توسلت الطالبة بمعهد الفنون الطرزية إلى خالتها بأن تذهب معها لإستديو التصوير بدلًا من والدها، لتحقق غايتها بالعمل في العالم الذي تحلم به بعدما عُرض عليها المشاركة في فيلم قصير خمس دقائق لحساب وزارة الصحة أثناء الحرب العالمية الثانية، قالت “وفي نفس الوقت تم ترشيحي لفيلم أحلام الشباب مع فريد الأطرش بعد أن غيرت اسمي من هنومة خليل لمديحة يسري”.
ندم مديحة يسري
حققت النجمة مديحة يسري انتشارا جماهيريًا ونجاحاً نقديًا، وفي اللحظة التي شعرت بأن قيمتها ستجرح قررت الاعتزال، لكنها لم تبتعد وفضلت الإنتاج الفني في القطاع العام ما بين فترتي 64 و70 لتظل داخل العالم الذي تحبه دون أن تقدم تنازلات تنال من كبريائها.
ندمت الفنانة مديحة يسري على مشاركتها في فيلمين، الأول “الاعتراف” أمام الفنانة فاتن حمامة إخراج سعد عرفة، والثاني “النصف الآخر” إخراج أحمد بدرخان. قبلت المشاركة في الفيلم الأول على مضض، شعرت منذ أول لحظة قرأت فيها السيناريو أنها تكره هذا الدور، لكن صلاح أبو سيف وحلمي رفلة بصفتهما مديرا مؤسسة السينما وقتها أقنعوها بقبول المشاركة في الفيلم، قالت “ومع إلحاحهما الشديد قبلت الدور بعد حذف بعض المشاهد واللقطات لكني ما زلت أكره رؤيته على الشاشة”.
وحكت عن أسباب رفضها لفيلم “الاعتراف” وعبرت عن كرهها الشديد للدور في حوارها لجريدة الجمهورية” 1986، وقالت أنها تبغضه لأنها لعبت فيه دور فتاة لعوب، وهي تكره أيضًا كل الأدوار التي قدمت فيه الأدوار المشابهة مثل دورها في فيلم “لا أنام” مع الفنان يوسف وهبي الذي جسدت فيه شخصية فتاة غانية، قالت “هذه الأدوار بعيدة عني تماما، ولا أنكر أني أتعب نفسيا عندما أشاهدها”.