“استطعت أنا وهاني شاكر أن نبتز الموسيقار الكبير كمال الطويل كي يلحنها خاصة وأن موقفه من التلحين معلن وهو لا يعمل إلا في تترات نادرة، ولكن مع بقايا الجيل من أمثالي يختشي قليلا”. روى الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي لجريدة “الأحرار” 1997، حكاية أغنية “فلسطين” التي غناها “شاكر” تعبيرًا عن انتفاضة الحجارة ومساندة القضية الفلسطينية
كيف ابتز عبد الرحمن الأبنودي كمال الطويل
عرض “الأبنودي” كلمات الأغنية التي كتبها على “الطويل” لتنتهي القصة من تلحينها في وقت قصير للغاية، 4 ساعات، واعتمد في اللحن على جملتين موسيقيتين أساسيتين، قال “الخال”: “أنا وهاني اختطفنا الأغنية ووزعناها وتم تسجيلها في الاستديو ولكن لم نجد الفرصة لغنائها في مصر، ولم يكن هذا ممكنا إلا بمساعدة العدو الصهيوني”.
نجاح أغنية فلسطين
استغل “الأبنودي” و “شاكر” احداث المسجد الإبراهيمي وحفر النفق تحت الأقصى والحوادث اليومية وبناء المستوطنات الإسرائيلية في جبل أبو غنيم المشرف على القدس الشرقية، وأُذيعت الأغنية “لم تعد الحكومات قادرة على منع الأغنية”.
عبد الرحمن الأبنودي
توالي الأحداث أجبر “الأبنودي” على إجراء عدة تعديلات في كلماتها للتوائم مع الأحداث الحزينة التي خيمت على الشعب العربي وقتها، وتتوافق مع المطالبة على ألا تحتل إسرائيل القدس الشرقية وتهودها، ثم طلبوا من رئيس التلفزيون المصري سهير الإتربي أن يغنيها “شاكر” مقاومة للتطبيع والممارسات التعسفية الاستفزازية الإسرائيلية.
لم يعتقد عبد الرحمن الأبنودي أن الجمهور سيتجاوب مع الأغنية بحفاوة عند طرحها “فمنذ غنى هاني شاكر الأغنية لم يكف تليفوني عن الرنين وأظنها المرة الأولى في تاريخ الأغنية المصرية التي يبكي فيها الموسيقيون أثناء عزف الأغنية”.