اعترف لاعب النادي الأهلي ورئيسه الأسبق صالح سليم، بخطاياه، وبدأ بطفولته، وقت أن كان تلميذا بالمدرسة.
حكى نجم النادي الأهلي لياسر أيوب عن خطاياه، تمهيدًا لإعداد كتاب يرصد سيرته، ونُشر جزء منه بجريدة “اليوم السابع” عام 2008، إذ قال، أنه لم يكن تلميذا نبيهًا بالمدرسة، بل كان مشاغبًا، يضرب زملاؤه أن خالفوه الرأي أو رفضوا مشاركته في مباريات كرة القدم، إذ لم يؤمن بتعدد وجهات النظر أو اختلاف الآراء.
تذكر صالح سليم، اليوم الذي طُرد من المدرسة على أن يعود في اليوم التالي بصحبة والده، قال “هذا العناد ورثته عن والدتي صاحبة الأصول التركية، وساعات العرق التركي بينقح”.

صالح سليم
ومرورًا بالسنوات، ظل العناد قابعًا داخل “سليم” حتى قبل وفاته. أثناء عودته في أحد أيام السنة الأخيرة في عمره، كان عائدًا من منزله بمزرعة عرابي على طريق القاهرة إسماعيلية الصحراوي، ويقود سيارته بنفسه، ففوجئ بعد وصوله لمنطقة الزمالك باصطدام سيارة ترحيلات بسيارته وهشمت جانبها الأيسر، فقرر أن يضرب سائق السيارة، والتف حوله الناس بالشارع متضامنين معه، لكنه فجأة قرر أن يبعدهم ويبعد نفسه عن سائق السيارة والجندي المرافق له، خشية أن تحدث أزمة ويصيبهم مكروه.
يدخن في العلن
اعتاد النجم الراحل على التدخين أمام الجميع، ووجهت له ردود أفعال عنيفة نتيجة ذلك.
وكان “سليم” معتدًا برأيه حتى في معاملاته الإنسانية، فقد كان مستحيلًا أن يغير أحكامه في الناس، من يحبه يرافقه، ومن يكرهه لن يستطيع أحد ان يدير رأسه أبدًا. كما لم يستطع أحد في النادي الأهلي أن يناقشه ليغير رأيه أو يراجعه في رأيه.
وبخصوص هذا الطابع رد “سليم” قائلًا: “في ناس بتقول عليا دكتاتور، ودي صفة بعيدة عني كل البعد، أخلاقي لا تسمح لي بأن أكون دكتاتور، أصل ده معناه إن الواحد قرر يسد ودانه وما يسمعش لحد غير نفسه وما يشوفش غير اللي هو عاوزه، وأنا مش كده خالص”. واعترف بأنه خجول للغاية، لا يقبل بالسلام أبدا على شخص لا يعرفه.
اعتزل صالح سليم كرة القدم عام 1966، وابتعد عن الأضواء تماما، لا حوارات ولا صحافة، عاش نصف حياته الثانية بعيدًا عن الأضواء، إلا وقت انتخابات رئاسة النادي “عشت بقية حياتي كرجل عادي، وأصيبت بالسرطان في الكبد كأي رجل عادي، وهذا أمر لا يهم أحد سواي بجانب أسرتي وأصدقائي المقربين”.